بعد إثباته إصابة المتهم بـ"اضطراب الوعي".. هل يبرئ تقرير الطبيب الشرعي قاتل "دربكة"؟
دربكة
"إصابات ردية في الرأس والعينين، وبتر في سُلامية إصبع السبابة باليد اليمنى، فضلا عن جرح في القدم اليسرى واضطراب في درجة الوعي"، هكذا قال الطبيب الشرعي، المكلف بفحص حالة المتهم قاتل سائق "الدرب الأحمر" "دربكة"، في شهادته أمام محكمة جنايات القاهرة، برئاسة المستشار صبحي اللبان.
شهادة الطبيب الشرعي، جاءت بعد الإطلاع على الأوراق العلاجية الخاصة بالمتهم، والذي دخل مستشفى الشرطة في العجوزة يوم 18 فبراير 2016، كما أكد أنه بعد عمل الأشعات والفحوصات، تم حجز المتهم في العناية المركزة، وأظهرت نتائج الأشعة المقطعية وجود نزيف في سطح المخ، وكانت درجة الوعي منذ دخوله على مقياس الوعي المتعارف به طبيا 13 على 15، وحدث تحسن في درجة الوعي بتاريخ 20 فبراير 2016، وكان مقياس الوعي 15 على 15 حتى تاريخ خروجه.
"كان يعاني من نقص في الوعي، لكنه لم يكن في غيبوبة كاملة"، هكذا رد الشاهد على سؤال المحكمة حول تفسيره لاضطراب الوعي، مما طرح تساؤل فسره الدكتور محمود كبيش أستاذ القانون الجنائي، عن مدى استغلال هذا التقرير لصالح المتهم، أو أن يكون سلم خلفي لبرائته، قائلا: "لكي تنتفي المسؤولية الجنائية كلية عن الجريمة، التي ارتكبها المتهم، لا بد من أن يكون فاقد الوعي تماما، أو في حالة جنون، أو فقد للوعي بشكل كامل، أما الاضطراب في الوعي وغيره لا يسقط عنه المسؤولية الجنائية".
وتابع كبيش، حديثه متطرقا لمنظومة العدالة بقوله: "التقارير الطبية هذه، نتركها لله وحده، فهذا تاريخ طويل، فكثير من التقارير الطبية أدت إلى إدانة أشخاص وبراءة آخرين، ومنظومة العدالة عموما بأكملها تحتاج إلى نقاش طويل وحلول كثيرة جدا لتكون صحيحة".