شعار «إزالة التعديات»: لو عندك مخالفة «هنخليها خرابة»

11:48 م | الاثنين 07 مارس 2016

«الحق المكتبة اتكسرت»، على الخبر المفزع استيقظ الرجل الثلاثينى، ارتدى ملابسه، وخرج إلى شارع بورسعيد بمركز جرجا بمحافظة سوهاج مسرعاً نحو مكتبته الصغيرة التى أسسها منذ سنوات، ليتفاجأ بها محطمة الأبواب، بواسطة لودر ضخم، تساءل بدهشة: «إيه اللى حصل؟»، أوراقه سليمة ولم يتعدَّ على الشارع، إلا أن خسائر كثيرة تكبدها فى دقائق دون أن يعلم السبب أو يخطره الحى مسبقاً، ليتفاجأ برد الموظف المشرف على عملية الإزالة يقول له: «أصل التندة مخالفة».

الأزمة التى لم يمر عليها أيام وما زال «محمود محسن» 35 عاماً، يتكبد خسائرها، نموذج من نماذج مختلفة لحملات إزالة المخالفات، سواء من الباعة الجائلين أو المحال أو حتى مبانٍ، يتحول معها «على غفلة» ما بناه بعض المواطنين فى سنوات إلى ركام، ومن بينهم كان «محمود» الذى فوجئ بأن مكتبته هى الوحيدة التى تمت إزالتها، بسبب «تندة» مخالفة: «جنبى أكتر من محل عاملين نفس التندة، ليه أنا أتشال لوحدى، ويتقال لى عشان تعدى ومحدش يحطك فى دماغه اسكت وبلاش شكوى»، يستغرب من العقاب الذى يتجاوز حجم الخطأ بحسبه، «لو أنا عامل مخالفة، المكتبة كلها تتكسر، ده يرضى مين؟»، يواصل أسئلته فى دهشة: «هى مش الإزالة هدفها الشوارع تبقى أحسن والناس تلتزم؟ كده هما استفادوا إيه سابوا بدل النظافة قبح ورتش وشقى وتكسير فى كل مكان».

حتى الآن لم يستوعب «محمود» أن «تندة» تستحق أن يعاقب عليها بذلك الشكل، يتحسر على المكتبة التى بناها بنفسه، وعلى البضاعة التى تقدر بآلاف الجنيهات مصدر رزقه الوحيد، سارع بإصلاح ما أفسده موظفو الحى: «عملت شوية إصلاحات بـ5 آلاف جنيه، ولو ما كانش معايا كان زمانى نايم قدام باب المكتبة»، الإنذار، ثم الغرامة، ثم تنفيذ العقوبة بحجم الخطأ، تدرج لم يره «محمود» فى حالته، «يعنى لو مخالف، دفعنى غرامة أو شيل التندة، مش تشيل المحل كله».