«الإخوان» و«حماس».. حصار الإرهاب

كتب: محمد بركات والوليد إسماعيل ووائل فايز

11:32 م | الاثنين 07 مارس 2016

تواصل النيابة العامة تحقيقاتها مع المتهمين فى قضية اغتيال النائب العام الراحل المستشار هشام بركات، الذين أُلقى القبض عليهم قبل عدة أيام وأحيلوا للنيابة العامة لمواجهتهم بالاتهامات المنسوبة إليهم بالاشتراك والتخطيط لتفجير موكب السيارة المفخخة التى أدت لوفاة «بركات» أثناء مرور موكبه بالقرب من منزله بمنطقة مصر الجديدة. {left_qoute_1}

وقالت مصادر قضائية لـ«الوطن» إن المتهمين المقبوض عليهم بتهمة التورط فى ارتكاب الجريمة قد صدر قرار ضبطهم وإحضارهم من قبَل النيابة بناء على تحريات جهاز الأمن الوطنى الذى توفرت لديه معلومات عن هوية المتهمين وتورطهم فى ارتكاب الجريمة. وأوضحت أن المتهمين اعترفوا خلال التحقيقات بأنهم خططوا لاغتيال النائب العام الراحل بناء على تكليف من يحيى موسى القيادى الإخوانى الهارب فى تركيا الذى أوضحت التحقيقات والتحريات أنه متهم فى عدد من قضايا العنف والإرهاب، وسبق إحالته للمحاكمة فى إحدى قضايا الإرهاب بالقاهرة التى تتعلق بالاعتداء على منشآت عامة وشرطية ومحاولات اغتيال ضباط شرطة، كما تبين من التحقيقات أن المتهمين ليس لهم انتماءات بأى تنظيمات أو جماعات خلاف انتمائهم لجماعة الإخوان، كما أوضحت أن جميع المتهمين المقبوض عليهم بتهمة الاشتراك فى اغتيال بركات، وعددهم 14 متهماً، من أعضاء الإخوان، وأن الخلية الأم، المكونة من 48 متهماً، أيضاً تابعة لجماعة الإخوان.

وبدأت التحقيقات مع المتهمين فور عرضهم على النيابة صباح السبت، واستمرت على مدار اليومين التاليين، وشهدت اعترافات المتهمين بارتكاب الواقعة، وأن المواد المتفجرة التى استخدموها فى تفجير السيارة المفخخة التى أدى انفجارها لاغتيال النائب العام السابق تم تجميعها كمواد أولية وتركيبها فى محافظة الشرقية قبل نقلها لمدينة الشيخ زايد بمحافظة الجيزة تمهيداً لنقلها عبر السيارة المفخخة إلى مكان التفجير قرب منزل النائب العام. {left_qoute_2}

وأجرى فريق من محققى النيابة معاينة تصويرية لمكان استشهاد النائب العام الراحل بعد اصطحاب المتهمين إلى المكان فى حراسة أمنية مشددة. واعترف المتهمون، خلال المعاينة، بكافة تفاصيل الجريمة، وحددوا أماكن وجود كل منهم فى مكان الأحداث وتوقيف السيارة المفخخة بجانب الطريق انتظاراً لمرور موكب النائب العام لتفجيرها عن بُعد، لكن الموكب لم يمر خلال اليوم الأول الذى أوقفوا فيه السيارة فى طريق الموكب نظراً لتغيير خط سيره فقرروا ترك السيارة فى مكانها وتنفيذ العملية فى اليوم التالى، وعند مرور الموكب فجّروا السيارة وأصيب النائب العام ونُقل للمستشفى. وقررت النيابة مساء أمس حبس 8 متهمين من المتورطين فى ارتكاب الحادث 15 يوماً على ذمة التحقيقات بعد انتهاء جلسة التحقيق معهم، وكانت النيابة قد أمرت بحبس 6 آخرين من المتهمين أمس الأول ليصبح عدد المتهمين المحبوسين على ذمة التحقيقات فى القضية 14 متهماً، وهم أعضاء الخلية التى كُلفت باغتيال النائب العام عن طريق تعليمات القيادى الإخوانى الهارب فى تركيا يحيى موسى. فيما كشفت مصادر أمنية مطلعة عن أن الأجهزة الأمنية بدأت مؤخراً فى إحلال عدد من الوسائل التكنولوجية والتقنيات بالغة التطور لرصد وتعقُّب وكشف ألغاز الجرائم الإرهابية، وضبط المتهمين فيها، التى يستخدم فيها الجناة تقنيات جديدة أثناء قيامهم بالتخطيط لجرائمهم وتنفيذها. وقالت المصادر إن من بين تلك الوسائل أجهزة وبرامج حديثة ومتطورة جداً لتعقّب صفحات الإرهابيين على شبكات التواصل الاجتماعى تتيح تعقّب المتهمين وضبطهم، وكان من نتيجة ذلك تمكّن الأجهزة الأمنية خلال الفترة الماضية من إغلاق عدد هائل من الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعى؛ لقيام القائمين على إدارتها بالتحريض على ارتكاب أعمال عدائية ضد مؤسسات الدولة، واستهداف رجال الشرطة والجيش؛ وذلك بعد اتخاذ الإجراءات القانونية نحو إغلاقها.

وتابعت المصادر أن القبض على المتهمين فى اغتيال المستشار الراحل الشهيد هشام بركات، استلزم استخدام وسائل متطورة لرصد المتهمين وتحديد مواقعهم وضبط أدلة تورطهم، حيث يحترف المتهمون التخطيط لجرائمهم وتنفيذها من خلال وسائل الاتصال الحديثة، مثل برامج التواصل عن طريق برنامج «لاين»، الذى استخدمه المتهمون فى التواصل فى ما بينهم، لتنفيذ اغتيال الشهيد هشام بركات.

وكشفت جامعة الأزهر أنه فور علم الدكتور إبراهيم الهدهد، القائم بأعمال رئيس الجامعة، بتورط بعض الطلاب فى اغتيال النائب العام المستشار هشام بركات؛ أصدر قراراً بإحالتهم إلى الشئون القانونية للتحقيق فى هذا الأمر بشكل عاجل لتطبيق المادة 74 وتوقيع أقصى عقوبة.