بعد رفع حظر التجوال.. سكان "جيرزي" التركية يعودون إليها: "لم يبق إلا الدمار"

كتب: أ ف ب

بعد رفع حظر التجوال.. سكان "جيرزي" التركية يعودون إليها: "لم يبق إلا الدمار"

بعد رفع حظر التجوال.. سكان "جيرزي" التركية يعودون إليها: "لم يبق إلا الدمار"

لم تكد تشرق الشمس صباح اليوم، في مدينة جيزري التركية ذات الغالبية الكردية في جنوب شرق تركيا، حتى بدأ سكانها بالعودة إلى منازلهم، بعد رفع جزئي لحظر التجول المفروض على المنطقة منذ أكثر من شهرين ونصف الشهر، وذلك إثر معارك عنيفة بين الجيش والمتمردين الأكراد.

ومع ساعات الفجر الأولى، شكل ملايين المدنيين حاملين أغراضهم الشخصية، طوابير طويلة أمام نقاط تفتيش، أقامتها قوات الأمن عند مداخل المدينة المدمرة بشكل كبير، في مشاهد حرب مماثلة لما يحصل في سوريا المجاورة.

وبدت في شوارع المدينة، أثار الدمار الذي خلفته المعارك بالأسلحة الثقيلة، التي خاضتها القوات الخاصة في الشرطة التركية، ضد مناصري حزب العمال الكردستاني، وعلى طول الطرق، بدت المباني المدمرة والثقوب التي خلفتها القذائف في جدران المنازل والمتاجر.

وحاول سكان البيوت، الذين أجبروا على هجرها مع بداية الاشتباكات، إخفاء استيائهم قدر الإمكان.

وقال التاجر هادي أكيوريك، لوكالة "فرانس برس": "هربنا في 14 ديسمبر مع أطفالنا، ولم نحمل في ذلك اليوم معنا إلا ثيابنا التي كنا نرتديها، لا شيء آخر"، مضيفا: "تعرض منزلنا للتدمير، وجميع ممتلكاتنا أصبحت تحت الأنقاض، لم يبق لنا شيء".

وأعلن مكتب محافظ جيزري، أمس الثلاثاء، رفعا جزئيا لحظر التجوال في المدينة التي يبلغ عدد سكانها 120 ألف شخص، والواقعة على الحدود السورية والعراقية.

وسيسمح بالتجول يوميا من الساعة الخامسة صباحا حتى السابعة مساء بالتوقيت المحلي (3.00 حتى 17.00 بتوقيت جرينتش).

وكان الجيش والشرطة التركيان، أغلقا في 14 فبراير الماضي، كل مداخل مدينة جيزري، في محاولة لإخراج مناصري حزب العمال الكرستاني، الذين نصبوا متاريس، مؤكدين المطالبة بـ"الحكم الذاتي"، في تحد للدولة التركية.

وشهدت المنطقة معارك عنيفة بالأسلحة الثقيلة، ما أسفر عن سقوط العديد من الضحايا من الجانبين.

-البحث عن أشلاء-

وبعد العودة إلى المدينة، كانت عائلات كثيرة تبحث عن أشلاء تحت الأنقاض وعن مقتنيات شخصية وسط الدمار.

وأشار مراسل "فرانس برس"، إلى أنه تم انتشال 5 جثث على الأقل الأربعاء، من داخل أقبية وحديقة أحد المنازل.

ووفقا لحزب "الشعوب" الديمقراطي الموالي للأكراد، قتل 167 شخصا داخل 3 أقبية لجأوا إليها، جراء قصف قوات الأمن، واتهم رئيس الحزب صلاح الدين دمرتاش الحكومة التركية، بارتكاب "مجزرة" في جيزري.

لكن نائب رئيس الوزراء التركي يالتشين أكدوغان، اعتبر في مقابلة مع "فرانس برس" أمس الثلاثاء، أن "الدولة تفعل ما هو ضروري لاستعادة النظام العام"، مضيفا: "هذه العمليات تنفذ في إطار القانون وبحذر شديد، لتجنب تعريض السكان للخطر".

إلا أن المنظمة التركية لحقوق الإنسان، أعلنت الأسبوع الماضي، أن 178 مدنيا على الأقل قتلوا في المعارك، فيما اضطر عشرات الآلاف إلى ترك منازلهم.

وأمام الحديقة حيث تم العثور على 3 جثث اليوم الأربعاء، أوضح صالح تانريفيردي أن منزله، المدمر حاليا، كان يستخدم كمستشفى مؤقت لمقاتلي حزب العمال الكردستاني. وللدلالة على ذلك، يشير إلى عدد من البطانيات الملطخة بالدماء على الأرض.

وقال تانريفيردي: "كنا خائفين وغادرنا منزلنا بسبب إطلاق النار والقصف، لم يتحمل أطفالنا الأصوات"، مضيفا: "لا أعرف ما الذي سنفعله، لا سقف يأوينا".

وفي المحصلة الأخيرة التي أوردتها في 26 فبراير، أعلنت هيئة أركان الجيش التركي السيطرة على 666 "إرهابيا" في جيزري، فيما قتل عشرات الجنود وعناصر الشرطة.

والأربعاء أيضا، خرق دوي الانفجارات المتقطع الصمت المخيم على المدينة، حيث واصلت فرق نزع الألغام تفكيك القذائف والعبوات التي زرعها المتمردون.

وتجدد النزاع التركي- الكردي العام الماضي، منهيا بذلك مفاوضات سلام بدأت في خريف 2012 بين الحكومة التركية المحافظة وحزب العمال الكردستاني.


مواضيع متعلقة