«هانى»: أنقذت مستقبل أولادى من «السجل المدنى» بـ300 جنيه

كتب: إنجى الطوخى

«هانى»: أنقذت مستقبل أولادى من «السجل المدنى» بـ300 جنيه

«هانى»: أنقذت مستقبل أولادى من «السجل المدنى» بـ300 جنيه

نمط حياته أشبه برحالة، ينتقل بين المحافظات بأغنامه مع عائلته، أملاً فى توفير الرزق، يوم بيوم يحصل «هانى السيد سليم» على قوته وقوت أولاده، من أرض زراعية إلى أخرى يحيا ببساطة، لكنه لم يعلم أن حياة الترحال التى اختارها ستكون وبالاً عليه، وستجعله واحداً من ضحايا بيروقراطية الموظفين الحكوميين، الذين كادوا يضيعون مستقبل أبنائه بسبب تعنتهم، ولولا المبالغ المالية التى دفعها كرشوة «ليمشّى حاله» ما حصل على شهادات ميلاد تثبت وجود أبنائه على قيد الحياة.

{long_qoute_1}

«المشكلة مش فيا، لو الموضوع بيحصل معايا أنا لوحدى، مش قضية، أروح أنا وعيلتى فى ستين داهية، لكن القضية إنه الموضوع ده بيعانى منه كل المصريين اللى زى حالاتى»، يتحدث «هانى» عن معاناته فى إصدار شهادات ميلاد لأبنائه، بسبب عمله فى رعاية الأغنام، واضطراره إلى التنقل من محافظة إلى أخرى، فزوجته حملت فى طفله الأول «سليم» عندما كان يتنقل بين محافظتَى الشرقية والبحيرة، أما ولادته فكانت فى الدقهلية. «رفضوا يسجلوا الطفل المولود، قالوا لى إنت من دمياط، يبقى لازم تسجل ابنك فى دمياط، سافرت فى اليوم التانى، وابنى لسه لحمة حمرا، قالوا لى فى مكتب دمياط مش هنسجله، ومن هنا لهنا، فضلت أدور، لغاية ما بعض الناس أرشدونى لمكتب السجل المدنى فى مركز بيلا التابع لكفر الشيخ، وساعتها برضه الموظفين رفضوا يسجلوا إلا بعد ما دفعت لهم اللى فيه النصيب». المشكلة نفسها تعرض لها «هانى» عند ولادة ابنه الثانى «محمد»، فقد كان يرعى بأغنامه فى مدينة المحلة، وفى السجل المدنى التابع للمدينة رفضوا تسجيل ابنه، فاضطر إلى الذهاب مرة أخرى إلى «بيلا»: «دفعت 200 جنيه رشوة عشان أسجل ابنى ويبقى له شهادة ميلاد والحكومة تعترف بيه».

بعد إنجاب الطفلة الثالثة رفض «هانى» دفع رشوة للمرة الثالثة مقابل تسجيلها فى محافظة غير المحافظة التى وُلدت فيها: «قلت لهم فى المستشفى لو رفضتوا تسجلوها هطلع على وزير الصحة ورئيس الوزراء وساعتها بس وافقوا، أصل دى بنت مش زى الولاد هبهدلها معايا ليه». يشعر الرحّالة بظلم: «إحنا بقينا شعب معندوش ضمير، كل واحد بيفكر فى نفسه ومش همه بلده، أنا مش ضحية لوحدى إحنا كلنا ضحايا فى بعض»، كلمات «هانى» الذى لا يصدق أن حياة ومستقبل أبنائه كادا يضيعان لولا 300 جنيه دفعها على مرتين.

 


مواضيع متعلقة