أنا من جيل كان يظن أن تعليمه بايظ، فإذا به أجدع من تعليم اليومين دول، خاص وإنترناشيونال لا مؤاخذة. كنا نسخر من دروس القراءة وعمر وأمل فى الابتدائية لكن رسوم محمد قطب لا تزال محفورة فى وجداننا وقصة عقلة الإصبع فى متحف الشمع التى كتبها أحمد نجيب ما زلنا نذكرها، حتى كتاب النماذج الملون، والحبل الذى نشده على حوائط الفصل لنحوله إلى مكتبة نضع عليها القصص واللوحات التعليمية التى طالما كُلفنا بها ومجلات الحائط التى حبّبتنا فى الصحافة وزرعة الحلبة التى كنا نستعجلها فى النمو فنغرقها وكوب الزبادى الذى نزينه بالترتر فى حصص التربية الفنية مع الإذاعة المدرسية التى ظلت تتطور حتى صنعنا فيها برامج تواجه المعلم بالانتقادات التى توجَّه له، حتى كتاب لامى الخارجى فى الرياضيات وامتحانات مصر التى حللناها منذ عام 1948 كل ذلك مطبوع فى أذهاننا، وكان وزير التربية والتعليم أستاذ قانون دستورى اسمه فتحى سرور سرعان ما أصبح رئيساً لمجلس الشعب فعينوا طبيب أطفال اسمه د.حسين كامل بهاء الدين، حتى هذين كانا أفضل وأكثر تأثيرا ًمن الهلالى الشربينى الوزير الحالى، والمتخصص - يا للهول - فى مناهج وأصول التربية..

كنا نسخر ونقول فى منتصف الثمانينات إنها لم تعد وزارة تربية ولا تعليم وكنا مخطئين مقارنة بالمهازل الموجودة الآن على كافة مستويات التعليم، وبينما رئيس الجمهورية فى اليابان يبحث العديد من الاتفاقيات المتعلقة بالتعليم فإنه ترك وزير التربية والتعليم فى مصر يخلّى باله من التعليم، على ما يبدو، فكان الخبر الأول الذى خبط فى العبد لله عن نشاط وزير التعليم أمس الأول هو استقباله لمدير إدارة دمياط!!!

التعليم أولاً وثانياً وعاشراً يا أساتذة، وفى نفس وقت البحث عن مناهج عند اليابان. كان الدكتور هانى سويلم الخبير التنموى المصرى ورئيس قسم هندسة المياه فى جامعة آخن الألمانية يتلقى اتصالاً من الإمارات العربية المتحدة لبحث الاستفادة من منهجه فى التعليم والتنمية المستدامة والذى نال عنه جائزة عالمية من الأمم المتحدة، و«حِفى» الرجل بدلاً من الاحتفاء به وداخ السبع دوخات مع وزراء ومسئولى مصر ليبحث معهم كيف يستفيد التعليم المصرى منه لكن الجميع (طنّشه) قولاً وفعلاً واكتفى بفنجان قهوة معه لم يسفر بعده عن أى شىء..

يبحث الرئيس عن أى فرصة لتحسين جودة التعليم فى بلدنا ربما زهقاً ومللاً من تجاربنا الآن، ونبحث نحن عمن يقول للرئيس إن الأمانى ممكنة لو بحثنا عن خبراء حقيقيين لا خبراء فوتوشوب يخطئون بين الذال والزاى ثم يصبحون وزراء تربية وتعليم..

التعليم أولاً يا سادة، هى مبادرة تعمل الآن ولا يسلَّط عليها الاهتمام المطلوب ولا تحظى بدعم رئاسى واجب فى وقت نبحث فيه عن أى قشة نتعلق بها لعل الوطن ينجو..

حتى نصلح التعليم سأتخلى عن أى تفاؤل، وحتى يجد أمثال هانى سويلم أماكنهم الحقيقية التى يستحقونها على مكتب الرئيس وليس أمام وزراء موظفين سنظل نكتب ونذكّر الرئيس بقضية الأمن القومى التى تتعامل معها الدولة وكأنها من الكماليات، ويسافر الرئيس من أجلها، بينما يبقى الوزير هنا يأكل «المشبّك».

• أستاذ قانون دستورى
• أصول التربية
• أنا من جيل
• إدارة دمياط
• الأمم المتحدة
• الأمن القومى
• الإذاعة المدرسية
• أحمد نجيب
• أستاذ قانون دستورى
• أصول التربية
• أنا من جيل
• إدارة دمياط
• الأمم المتحدة
• الأمن القومى
• الإذاعة المدرسية
• أحمد نجيب
• أستاذ قانون دستورى
• أصول التربية
• أنا من جيل
• إدارة دمياط
• الأمم المتحدة
• الأمن القومى
• الإذاعة المدرسية
• أحمد نجيب
• أستاذ قانون دستورى
• أصول التربية
• أنا من جيل
• إدارة دمياط
• الأمم المتحدة
• الأمن القومى
• الإذاعة المدرسية
• أحمد نجيب