لماذا يصبر المصريون على قطع الكهرباء ومن قبل على غلاء الأسعار؟
هذا السؤال مُحير لكل من لا يعلم طبيعة المصريين.. والمشكلة الكبرى أن يتصدى للتحليل السياسي من لا يعلم طبيعة الناس!
الرهان على غضب المصريين من ظروف معيشية صعبة أو تحديات اقتصادية هو رهان شديد الغباء، فأرصدة الصبر التي يمتلكها المصريون تفوق كثيرا من شعوب العالم، لكنه صبر الواعي المُدرك، ليس المغلوب على أمره.
حين تشاهد قنوات المطاريد، تجد تلك الصورة المقيتة التي يحاولون تصوير المصريين عليها، شعب مغلوب على أمره، تقمعه سلطة نزعت منه حرية الاختيار، فاستسلم الناس لوضعهم المجبرين عليه!
يا سلام؟
عن أي شعب تتحدثون؟
الوضع الاقتصادي، تخفيف الأحمال، كل التحديات التي مرت أو لا تزال قائمة، واجهها المصريون بصبرٍ اختاروه حينما اقتنعوا بأن دولتهم تقوم بالدور المطلوب، حتى المعارض الذي يملك تحفظات مشروعة على أي سياسة من السياسات، اختار الصبر والأمل في الإصلاح بدلا من هدم كل شيء.
هذا فرق ضخم بين الاختيار الواعي والعجز النابع من الخوف..
أكثر من يدرك هذه الحقيقة هو الدولة المصرية بقيادة الرئيس السيسي، لهذا السبب تحديدا ومنذ اللحظة الأولى، قرر الرئيس أن يصارح المصريين بكل شيء، فالتحديات مهما بلغت صعوبتها ستمر إذا أدركنا أبعادها وصبرنا عليها جميعا.
ولذلك، يستهدف كل عدو لهذا البلد تلك العلاقة بين الشعب والرئيس، فالمصارحة حبل ممدود من الثقة، يستطيع التغلب على أحلك الظروف، كما أنه يقطع الطريق أمام الشائعات رغم كثافتها الضخمة.
من لا يفهم هذه الحقائق، ويرتكن إلى أكاذيب وأوهام وصروح من خيال، سيظل حالما بثورة لن تقوم، وفوضى لن ننزلق إليها بإذن الله.
نحن بخير بفضل الله، كتلة واحدة صلبة تشتد صلابتها بمرور الزمن وبتتابع المواقف، ثم تزداد صلابة بالمصارحة والمكاشفة، ويحيطها فضل من الله وعون ورحمة تجعل الأمل في غدٍ أفضل يزداد يوما بعد يوم.. وكل مر حتما سيمر.