زوجتي العزيزة .. الموضة أن ترتدي ما يناسبك لا التقليد الأعمى
زوجتي العزيزة .. الموضة أن ترتدي ما يناسبك لا التقليد الأعمى
لا بأس من أن تبحث زوجتى عن الموضة فى ملابسها، لكن من غير المناسب أن ترتدى ملابسا على الموضة لكنها لا تناسبها وتناسب جسمها ولا المجتمع، ولا تليق بها، فهى تريد أن تبدو أصغر من عمرها، زوجتى فى الخمسين ومازالت تحتفظ بصحتها، لكن رشاقتها ليست على ما يرام، لذلك عندما ترتدي تلك الفساتين "المنفوشة" وفقاً للموضة العالمية تبدو مثل ثمرة كرنب منفوخة، أو قرع عسلي كبيرة، انتقادى هذا لا يعجبها، وتعتبره تهجما وسخرية على شخصها الكريم رغم أنها (استيالش) أي سيدة لها ذوق رفيع وعلى الموضة.
تتهمني زوجتي بالبخل حينما أرفض اصطحابها لعرض أزياء، فهي مسرفة في شراء ملابس غير مناسبة، حتى قرأت مؤخرا عن حفل الأزياء للسيدات الممتلئات، واللاتي يعانين من بدانة خفيفة، فرحت كثيرا وأصرت على اصطحابى معها، مع تذكيري بضرورة حمل مبلغ مالي كبير لزوم شراء الفساتين الجديدة.
عندما بدأ عرض الملابس بدت زوجتى مبهورة بالعارضات الممتلئات وهن يعرضن بضاعتهن من الفساتين المختلفة بألوان جذابة وتصميمات متميزة، ما جعلها في حيرة، فكل فستان بالنسبة إليها حلم، أجل، هى تريد الاستيلاء على كل الفساتين، لم ينقذني سوى أن معظم الفساتين قد تم حجهزها مبكرا، ولم تتبق سوى بعض الموديلات الخفيفة والتي لم تعجب زوجتى، فاقترحت عليّ الذهاب إلى ذلك الترزي الماهر الذي تذهب إليه صديقتها، والذي يقوم بتصميم أجمل الموديلات العالمية.
وكان الفستان المنشود عبارة عن فستان من الساتان البرتقالي الغامق المنفوش من منطقة الوسط، مع الدانتيل التي تزين العنق.
اشترت زوجتى القماش اللازم، وذهبت إلى الترزي المشهور والذي اقترح عليها موديلا آخر، ونصحها أن تبتعد عن الفساتين المنفوشة لأنها تبرز عيوب جسمها وتظهرها كأنها سيدة سمينة جدا، اغتاظت زوجتي من كلامه واضطرت لمجاراته حتى يصمم لها فستانا جديدا، استغرق عمله ثلاثة أسابيع كاملة، وكانت زوجتي تنتظره بفارغ الصبر، لما رأته شهقت من الفرحة، كان تحفة جمالية من قماش الساتان، لكنها ما إن ارتدته حتى بدت مثل ثمرة موز صفراء محشورة فيه بالكاد، لذلك نصحها الترزي باتباع نظام ريجيم قاس حتى يليق بها الفستان.