زوجتي العزيزة.. الطمع يقل ما جمع
زوجتي العزيزة والدهب
كنت قد شاهدت فيلما قصيرا على "يوتيوب" اسمه البقعة السوداء the black hole يحكي عن رجل يطبع صفحة عن طريق الخطأ تتوسطها بقعة سوداء، اكتشف بالصدفة أنها تنفذ من خلالها يده، في البداية مد يده من خلالها ليحصل على قطعة شوكولاتة من ثلاجة الشركة التي يعمل فيها ثم تبادر إلى ذهنه الخزينة الممتلئة بالنقود، حلم الثراء السريع، دون مجهود ومعه كنزه غير المعقول الورقة السحرية، وضع الورقة على باب الخزينة الحديدية لينهل من النقود، مد يده وأخذ يجمع آلاف من الورقات النقدية، لكنه لم يكتفِ بذلك الكم الكبير من النقود فدخل بجسمه كله إلى الخزينة الحديدية حتى سقطت الورقة ذات الثقب الأسود على الأرض واختفى ذلك الرجل الطماع تماما، داخل الخزينة.
كنت أحكي تلك الحكاية لزوجتي التي تريدني أن أشتري لها المزيد من المجوهرات حتى تؤمِّن نفسها ومستقبلها، فهى تريد شراء أساور ذهبية كثيرة وخاتم ألماظ معتبر أسوة بابنة خالتها التي تشتري كل فترة نصيبا معلوما وكبيرا من المشغولات الذهبية، كنت أظنها سوف تعتبر بتلك النهاية الدرامية لذلك الطماع الذي اختفى داخل الخزينة، لكنها لم تلقَ بالا لحكايتي وموعظتي الحسنة وتمادت في طلب المزيد من المجوهرات، رغم امتلاكها صندوقا من المجوهرات يشبه صناديق "علي بابا" الصغيرة والتي تحتوي على كنز عظيم.
حتى حدث ما لم يكن في الحسبان عندما تبارت زوجتي مع ابنة خالتها في إحدى الحفلات، بارتداء المزيد من المجوهرات حتى أصبحتا مثل مهرجين بالسيرك، كل واحدة تتباهى بما لديها من ذهب، حتى وصل الأمر إلى حد التلاسن بلطف ومعايرة زوجتي أن ذهبها عبارة عن ذهب صيني!
لم تسكت زوجتي بل ردت بقوة حتى علا صوتها وانتبه الجميع إلى المشاجرة العائلية، لم ينقذني منها سوى زوج ابن خالتها يخبرني بضرورة الانسحاب، ويطمئني بأن زوجته التي هي ابنة خالة زوجتي لا ترتدي سوى الذهب الصيني المقلد بمهارة كبيرة، وهو يشتري لها ما تريده كل فترة وتظن هي أنه ذهب حقيقي، وأوصاني أن أفعل مثله وأشتري دماغي من هم وإزعاج المشاجرات العائلية.
كنت أراه حلا غير أخلاقي، فأنا أغش زوجتي، لكن طاقتي المالية التي نفدت، لا تقدر على مواجهة غضب زوجتي ومصالحتها كل مرة بغرامة كبيرة، لكن طمع زوجتي لم يترك لي فرصة أخرى، ومن يومها وأنا أشتري لها ما تريده من مجوهرات لكنها للأسف صيني!