زوجتي العزيزة.. لا أريدك شمعة تحترق من أجلي لكن عقلا يحتويني
صورة أرشيفية
"تتمنى الزوجة أن يكون زوجها ذكيا لدرجة أن يعرف طباعها كلها، وغبيا ليعجب بها كلها"، برناردو شو، تلك المقولة وصفة رائعة لتجنب الخلافات الزوجية، فالزوجة تنشد دائما الهدوء والراحة النفسية في مملكتها، لذلك تريد أن يكون الرجل ذكيا بما يكفي لأن يتلمس ما يريحها ويسعدها، دون أن يكلفها شيئا ولا يحرق دمها وأعصابها، يعني يكون شمعة تحترق لتنير لزوجته وعائلته.
بالطبع لا أسخر من تشبيه الرجل بالشمعة التي تحترق، لكن المرأة تريده شمعة تحترق من أجلها حتى تستطيع أن تتعايش معه في سعادة، بدون تكدير وقلق، وتطالب منه أن يكون المعجب الأول بها وليس في قاموسه سوى كلمات الغزل والحب لها وحدها، لأنها الجديرة والوحيدة التي تستحق ذلك، يكفي أنها اختارته وارتضته زوجا من بين طوابير العرسان الذين كانوا يقفون أمام بيتها لخطب ودها والزواج بها، إلى أن جاء الزوج الهمام وظفر بها "هكذا تنظر كل زوجة إلى نفسها ومكانتها بالنسبة لزوجها".
زوجتي تعاملني منذ أن تزوجتها من هذا المنطق غير العقلاني، تستغل طيبتي وصبري عليها، ولأنني رجل بيتي يحب أطفاله كثيرا أصبر على هفواتها وزلاتها حتى ضاق بي الحال، ولم أعد متساهلا معها، كانت تعد الغداء لوقت متأخر رغم أنها لا تعمل، وكنت أصبر لكنني في الفترة الأخيرة طالبتها بعمل مواعيد شبه ثابتة لتناول الطعام بدلا من السهر أمام الفضائيات لوقت متأخ، وأيضا قمصاني التي تهمل كيها وغسلها أحيانا بل تضطرني لغسلها بنفسي وتوصيلها للمكوجي، رغم أعباء عملي، فامتنعت عن مدحها بمناسبة وبدون.
حتى وجدتها تغضب وتعلن العصيان المنزلي وتنتظر مني إحضار هدية لها لمصالحتها كالعادة، لكنني قررت أخذ أولادي في نزهة نيلية، وتناول الغداء في مطعم عائم، وهي ترمقني في غضب لا تصدق أنني أفعل ما يحلو لي ولا يحلو لها.. الغريب أنها ظنت أن في الأمر امرأة أخرى، فبدأت تتحرى وتتقصى والشك يساورها، وكانت فرصة لي لتغذية هذا الشك لديها بعد أن لاحظت تغييرات إيجابية لصالحي، بدأت تعاملني برفق، وتحاول التقرب مني، بل أنها تحاول عمل الأطعمة التي أعشقها وحرمتني منها بسبب كسلها ولامبالاتها.