زوجتي العزيزة.. الرضا ليس استسلاما
زوجتي العزيزة.. الرضا ليس استسلاما
الرضا الزوجي
زوجتي العزيزة تفسر حالة الرضا التي أتمتع بها، على أنها "انهزامية" و"استسلام"، فالحياة لا تستحق اللهاث وراءها، لأن كل شيء مقدر، لكن علينا السعي بإخلاص، أما النجاح والتوفيق فهما بيد الله وحده.
أقول دائما إن الرضا حالة من الهدوء النفسي، تجعلني قادرا على الحياة والعطاء، تتهمني زوجتي بالسلبية لأنني لا أجري وراء المال، أقنع برزقي دون اعتراض، لست ممن يحبون جمع المال وكنزه، أعمل باجتهاد في فترتين، ويرزقني الله بما يكفيني وأسرتي، لكنها تلح عليّ بعمل مشروع تجاري يخصني، وأن المخاطرة تستحق ربما نصبح أغنياء خلال فترة قصيرة.
تقارن حماتي بين حالي وحال زوج ابنتها الأخرى، الذي يدير مشروعه الخاص، فهو يفهم ويعرف جيدا كيف يدير المال ويوظفه، أما أنا فليس لديّ مهاراته ولا خبراته كمستثمر قديم، تلح عليّ زوجتي على العمل كي تتمكن من شراء شاليه في الساحل الشمالي، أو شقة في مكان فاخر، أو شراء بعض المجوهرات الثمينة.
زوجتي تعمل هيّ الأخرى، لكنها تتطلع للمزيد من المال، أنصحها بأن الصحة الجيدة رزق، والصحبة الطيبة رزق أيضا، لكنها تتبرم وتعترض وتراني شخصا كسولا، كل ما أحلم به هو الهدوء النفسي، الذي يأتي من القناعة والرضا بالمقسوم، لا أعتبره رضوخا وتكاسلا، بقدر ما هو خليط من اليقين والاستقرار النفسي، دائما أتذكر مقولة "ماذا لو كسبت العالم وخسرت نفسك".