مصر «المقسومة» فى رأس السنة: «الكوربة» تُشعل الصواريخ.. و«بولاق» بتجرى ورا أكل عيشها
مصر «المقسومة» فى رأس السنة: «الكوربة» تُشعل الصواريخ.. و«بولاق» بتجرى ورا أكل عيشها
مواطنون يحتفلون بالعام الجديد فى شوارع مصر الجديدة
«ناس هايصة.. وناس لايصة».. «محمد»: «بنجهز أدوات الاحتفال للسهر حتى الصباح».. و«أيمن»: «ورانا أكل عيش الصبح»
«ناس هايصة وناس لايصة».. هكذا اختلف استقبال المصريين لليلة رأس السنة الميلادية، ليبدو البلد مع ساعة انتصاف الليل، كأنه بلدان: فريق يحتفل، وآخر محروم من كل أشكال الاحتفال، تحت وطأة المعاناة واللهث وراء لقمة العيش، وتوفير القوت الضرورى. ففى حى مصر الجديدة، خرج «محمد»، مرتدياً أبهى ثيابه، واتصل بأصدقائه، للاحتفال معهم بالعام الجديد، عن طريق تنظيم مسيرة بالسيارات تقطع شوارع الحى الراقى، وبالطبع لم يفوّت الشاب العشرينى الفرصة لإطلاق الصواريخ والألعاب النارية، التى تعدّى ثمنها 1000 جنيه، حسبما يقول، مضيفاً: «ليلة فى السنة، لازم نفرح فيها، اتجمعنا فى الكوربة، ووقفنا فى صلاح سالم، وإحنا ماشيين بالعربيات، فرقعناها»، المسيرة التى انتهت فى ميدان التحرير، قرر أصحابها التوجّه إلى أحد الملاهى الليلية للسهر حتى الصباح: «كل سنة بنكون مجهزين أدوات الاحتفال من ماسكات وملابس وألعاب نارية، وبنحجز مع مكان، علشان يوفر لينا المساحة المناسبة للعدد». على العكس، اختفت كل مظاهر الاحتفال بأعياد الكريسماس فى حى بولاق أبوالعلا الشعبى بالقاهرة، حيث لم يكترث أحد من الأهالى بالمناسبة، يقول «أيمن»، أحد سكان الحى: «هاسهر وأحتفل إزاى، وأنا تانى يوم هانزل من النجمة علشان آكل عيش؟»، الشاب، الذى يعمل سائقاً، حرص على ممارسة عمله طوال ليلة رأس السنة، وبعدها آوى إلى فراشه، لأن لديه عملاً فى الصباح الباكر، ورغم سكنه بالقرب من أشهر فنادق القاهرة، حيث تقع المنطقة فى مواجهة حى الزمالك الراقى: «الصواريخ اللى فرقعت اليوم ده، تأكل حى بالكامل لمدة شهر وأكتر». الحال نفسه عبّرت عنه «أم أحمد»، صاحبة كشك: «إحنا بنحتفل بالكلمة الحلوة، والصلاة على النبى»، لكن الأمر لا يتعلق بالتفاوت الاجتماعى فحسب، بل يعبّر عن انقسام مجتمعى حاد فى الثقافة المحلية، يُحذّر منه الدكتور محمد سيد أحمد، أستاذ علم الاجتماع: «هناك انقسام ثقافى حاد، صحيح أن له دوافع اقتصادية واجتماعية، وربما دينية عديدة، لكن الأمر بات يشكل نذيراً بكارثة، ويجب الانتباه كى لا تتفاقم الأوضاع، خاصة مع اندحار الطبقة المتوسطة».
عجوز أمام «أكل عيشها» فى بولاق أبوالعلا