بين رغبات ابنتي وحلم زوجي.. الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية
بين رغبات ابنتي وحلم زوجي.. الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية
صورة تعبيرية
زوجي وابنتي الكبيرة في خلاف دائم، فهي ترى الحياة بعينيها هيّ فقط، بينما هو يريدها أن ترى الحياة بعينيه هو، وأن تكتشف الحياة من خلاله، ويعلل تصرفه بأنه والدها، ولديه خبرة وحكمة السنين، لكنها ترى أن من حقها أن تجرب وتستمتع بالحياة، أو تواجهها وصعابها كما تشعر.
حين كانت في الثانوية العامة، أصرت على دخول كلية الفنون الجميلة، بينما هو أراد أن تلتحق بكلية الصيدلة مثله، لكنها تهوى الرسم والفن منذ صغرها، وأصرت على تحقيق حلمها رغم نصائحه التي وصلت الى أوامر صارمة، لكنها بكل أدب رفضت قراراته قائلة: "تلك حياتي أنا، وأنا التي يجب عليّ أن أعيشها، لا يمكنك أن تعيش حياتي بدلا مني يا أبي"، كنت مضطرة للالتزام بموقف محايد، لكن صرامة زوجي جعلتني أنصحه وأنبهه لخطورة موقفه، وعواقب تمسكه بقراراته الصارمة.
قلت لزوجي: "الاختلاف في الرأي لا يفسد علاقة البنوة بينك وبين ابنتك، فهيّ على حق"، فغضب مني وتصور أني أشجعها على عصيانه، لم يستمع إليّ، بينما استمعت هي لي حين حاولت إقناعها بوجهة نظره، أقنعتني بمنطقها البسيط وحلمها الذي تريد تحقيقه، فهيّ تريد دراسة الفنون الجميلة وفقا لمواهبها وقدراتها، لكن دراسة علوم الصيدلة لا تستهويها، وتخشى من الفشل في مجال لا تحبه، فهيّ ليست مثل والدها الذي يعشق دراسة الكيمياء وعلوم الصيدلة، لا تريد أن تكون صيدلانية فاشلة لمجرد تحقيق رغبات والدها.
حاليا.. ابنتنا الوحيدة تتقدم في دراستها بالفنون الجميلة، وترسم بإحساس جميل وصادق، ولا تتردد في مشورة والدها فيما يخص الفن التشكيلي، حتى لا يظن أنه بعيدا عنها، بدا ممتعضا منها في البداية، لكنها بمكرها الساحر تجذبه إلى عالمها، حتى أصبح يتذوق الفن التشكيلي، ونسيّ عنادها وإصرارها على تحقيق حلمها، بل وانبهر حين رأى لوحاتها، وهيّ تتحدث عن البحر والشاطئ وغروب الشمس، كان مبهورا بقدرتها على مزج الألوان، ورصد لحظات الغروب بفنية عالية وجمال أخاذ.