بعد أن فتح مشروع «الشرق الأوسط الكبير» المجال أمام ما أطلق عليه «ثورات الربيع العربى» التى اندلعت فى عدة دول عربية فى سياق زمنى متقارب فى السنوات الأخيرة أدرك الجميع من المقهورين فى تلك الدول أن آلامهم وقهرهم من أنظمة عتيقة «مستبدة» قد استخدمها الغرب لتنفيذ مخططه المعروف «بالفوضى الخلاقة» لتفتيت المنطقة لكيانات فاقدة الهوية يسهل ابتلاعها، ولكنه كان حقاً أريد به باطل لم يستوعبه الكثيرون إلا مع إطلاق أولى الصرخات التحذيرية مما يطلق عليه حروب «الجيل الرابع» التى أديرت وما زالت عن طريق وسائل ومواقع التواصل الاجتماعى على شبكة المعلومات الدولية أو الإنترنت! ولكن هل يدرك القطاع الأكبر من الشعوب العربية حجم المخطط الذى يحاك ضد بلادهم عن طريق باقى سلسلة هذه «الحروب الماسونية»؟ وهل أدرك على الأقل البعض وليس الأغلبية أن هناك أيضاً أنماطاً أخرى من الحروب فى الطريق إلينا إن لم تكن قد بدأت بالفعل ويُطلق عليها حروب «الجيل الخامس» وحروب «الجيل السادس» وربما «السابع» أيضاً! فحروب الجيل الخامس «5GW» أو «حرب الأشباح» كما أطلق عليها بعض المحللين هى حروب تدار عن بعد، عن طريق التحكم والسيطرة، وتعتمد بالأساس على المجموعات الإرهابية أو حرب العصابات المزودة بأفضل الأنماط المتطورة من الأسلحة والعتاد، بهدف انهيار الدول العربية عن طريق «تآكلها ذاتياً» من الداخل، فيما يطلق عليه أيضاً من قبل بعض المتخصصين فى هذا الشأن «بالحرب الهجين» التى تستبيح استخدام كل ما هو ممنوع للوصول لأهدافها، سواء كان حرب الشوارع أو الإرهاب أو التخريب والتضليل الإعلامى الفج أو المخدرات أو أى مواد تسيطر على الشباب عقلاً ووجداناً أو تغير من طبائعهم! كما أنها تعتمد فى كل ذلك على أحدث ما يستخدم تكنولوجياً مع محاولات لإحداث حالات من الفوضى وبث الفرقة والعداء والبروباجندا الممنهجة أو «PROPAGANDIZATION» للوصول إلى تلك الأهداف الخبيثة! وقد أطلق عليها هذا المسمى وأعنى «الهجين» وفقاً لما ذكره المحللون، نظراً لأنها حرب فاقدة الهوية تجمع مرتزقة محاربين من كل بقاع العالم ليجتمعوا على هدف واحد تخريبى ومدمر، ولذلك فقد أصبح الآن بَلْ فوراً من الضرورى جداً تكثيف دوائر التوعية المجتمعية والشعبية حول مخاطر هذه الأنماط من الحروب «المعقدة المصطنعة» وكذلك تطوير الاستراتيجيات والسياسات الدفاعية لمواجهتها، خاصة ما يُطْلق عليها «حروب الجيل الخامس» أى «الهجين» و«السادس»، بالإضافة طبعاً لتعزيز الشعور بالانتماء ودور المواطنة حتى تتصدى مصر بل الأمة كافة لهذه الآفات الحديثة ويحاربونها كالبنيان المرصوص، وحتى يتم هذا علينا مراجعة جميع أولوياتنا بخصوص الوطن وسلامته واستقراره، وإلى اللقاء الأسبوع المقبل مع «حروب الجيل السادس».