زوجي العزيز.. أرجوك اسمعني
"الزوج الأصم والزوجة العمياء هما أسعد الأزواج".. مثل دنماركي قاله الزوج، واستكمل "اتبع تلك القاعدة الذهبية منذ أن تزوجت، وشعرت أن زوجتي تحب الثرثرة والفضفضة غير الخلاقة، فهي لا تمل من كلمة أريد".
يبدأ حوارها بتلك الكلمة المفضلة، وتكاد تكون الوحيدة في قاموسها، لذلك أحاول تجاهلها معظم الأحيان، أصاب بالصمم وقتها، وحين يعلو صوتها بالصراخ وربما توجيه الانتقادات الحادة، أنظر إليها مبتسما ابتسامة بلهاء طيبة، تعبر عن عدم سماعي لما تقوله، لذلك أضمن أن أتنحى في ركني المفضل لاحتساء قهوتي المضبوطة، مستمتعا بها بعيدا عن ضجة الأطفال، أجلس منهمكًا في قراءة الجريدة، علني أعثر على وصفة لجعل زوجتي "عمياء" ولا تراني، وتحل مشاكلها بنفسها دون غرامة مالية أدفعها من جيبي وأعصابي.
أما الزوجة فقالت: أنا لا أريد حياة مثالية، أريد حياة سعيدة كما قال الفنان الإسباني سلفادور دالي، لذلك أحاول جاهدة مساعدة زوجي في كل شيء، لكنه للأسف لا يستجيب لإلحاحي عليه، يحرمني من مشاركته في البيت، ينزوي بجريدته المفضلة بعد عودته من العمل، قليل الكلام، كأنه يتعمد ألا يراني أو يسمعني، بخاصة عندما ألجأ إليه لحل مشكلة ما أو احتياج مادي يستلزمه البيت والأطفال.
أمور كثيرة توترني، وتصيبني بالإحباط، أصرخ رغما عني حتى يسمعني، ويشعر أنني أحتاج إلى آرائه وحكمته في حل مشكلات الأسرة التي أنتمي إليها أنا وهو، أذكر أني طلبت مساعدته للعثور على "أنبوبة" بوتاجاز إضافية، لمواجهة أزمة الغاز المتكررة، لم أجد استجابة منه، رغم أن صديقه يشرف على مخزن كبير لـ"الأنابيب"، واتهمني بأنني أريد تكدير علاقته بصديقه بذلك الطلب السخيف، رغم أنه لن يأخذها مجانا، لكن سيشتريها مثل الآخرين، واضطررت للجوء لأمي التي ساعدتني لشراء "أنبوبة" بضعف الثمن، ودفعتها و أنا مضطرة.