بينما ينتطر مسلمو الروهينجا تدخلاً من دول العالم الإسلامى لإنقاذهم من حملات الإبادة والتطهير العرقى التى يتعرضون لها واضطهادهم المستمر فى ميانمار، تنصرف عنهم أنظار العالم الإسلامى إلى أمور أخرى لا تخدم الإسلام ولا المسلمين، فى ظل تجاهل سافر للتصعيد الذى قامت به السلطات البورمية مؤخراً تجاه هؤلاء بالقتل والاعتقال العشوائى والتعذيب فى السجون الحكومية، حيث تُمارس السلطات البورمية أبشع أنواع التعذيب ضد الروهينجا أو الأقليات المسلمة فى ميانمار فى محاولات حثيثة للقضاء عليهم من خلال التطهير العرقى المستمر بقتل الكبار والصغار والرجال والنساء بلا تمييز والتنكيل بهم، وعلى أمل نزوحهم أيضاً إلى مناطق بعيدة ومغادرة البلاد، فى ظل تشديدات رسمية فى زيارات الوفود السياسية والمنظمات الحقوقية للسجناء الروهينجيين أو تفقد أحوالهم داخل السجون الحكومية لعدم تسليط الضوء على تلك الممارسات اللهم إلا فى حالات نادرة جداً ممن لم يُقتلوا وظلوا قابعين فى تلك السجون لفترات! وبالنظر إلى الجهود الدولية أو جهود منظمات ودول العالم الإسلامى لإنقاذ مسلمى بورما نجد أنها محدودة للغاية ما بين احتجاجات هنا وهناك صدرت من بعض الدول الإسلامية ومحاولات رخوة لا تجدى نفعاً ولم تصل إلى استدعاء السفراء للاحتجاج أو التشاور، بالإضافة إلى تنديدات أخرى صادرة عن الإدارة الأمريكية كان أقصى ما وصلت إليه هو إبداء الرئيس الأمريكى أوباما استعداده لاستضافة مسلمى بورما بالولايات المتحدة دون الدخول فى مناطق جادة من التعامل لإنقاذ هؤلاء من التصفية العرقية المنظمة والشرسة التى تُمارَس ضدهم بالرغم من أن الولايات المتحدة تُعتبر رائدة العالم فى تبنى قضايا حقوق الإنسان وحماية الأقليات والحريات فى شتى بقاع الأرض، كما أنه على الرغم من أن منظمات وحكومات العالم الإسلامى هى المعنية برعاية هذا الملف وإنقاذ ضحايا التمييز العرقى ضد المسلمين بميانمار، فإن الوضع يظل معلقاً على ما هو عليه فى انتظار من يبدأ بالتحرك الجاد باتجاه إنقاذ أو نصرة هؤلاء الضحايا الذين يتعرضون للذبح وا لحرق والتنكيل يومياً دون أن يتحرك لهم ضمير العالم. وهنا أتساءل عن موقف مصر الرسمى مما يحدث هناك ولماذا لم يتعد الشجب والتنديد والبيانات الصادرة من وزارة الخارجية إلى ما هو أكثر فاعلية من خلال نشاط دبلوماسى وتحركات جادة تعكس غضب مصر مما يحدث؟! ألا يستدعى الأمر طرد سفيرهم أو حتى استدعاءه للتشاور؟! ولماذا كل هذا الصمت المريب والمواقف الرخوة!؟ أعلم أن الأزهر قد أشار إلى هذا الملف عدة مرات من قبل ولكن المطلوب الآن من «مصر الأزهر» أن تبادر بالتحرك كدولة عربية وإسلامية كبرى وأن تقود «الخارجية المصرية» هذا التحرك بشكل جاد ليتبعها الجميع بعد ذلك فى العمل على مثل هذه القضايا المتعلقة بالتطهير العرقى ضد المسلمين مثلما يحدث هُناك فى بورما بينما نكتفى نحن بالمشاهدة والاعتراض أو الشجب كالمعتاد دون أن نهب لنصرتهم أو أن يتحرك لنا ساكن، فإلى متى هذا الصمت والتخاذل؟! وأين هى مؤسسات الدولة المعنية مما يحدث لتتحرك من أجل مسلمى ميانمار!!؟.