لم يكن الإعلان عن تشكيل مجلس جديد للإدارة وقتها هو وحده الذى يحمله مسئولو الشركة للرأى العام لإعلانه فى المؤتمر الصحفى المنعقد يومئذ.. بل بقرارات أخرى تدفع الشركة إلى الأمام.. أول هذه القرارات هو كما قلنا تشكيل مجلس إدارتها الجديد، أما القرار الثانى فهو وضع خطة عملها للفترة المقبلة والممتدة حتى اليوم.. وثالثها إدراج الشركة فى البورصة.. والقرار الرابع هو إطلاق قناة إخبارية وقد انطلقت بالفعل وفى زمن قياسى!
من بين القرارات التى اتُّخذت وقتها فى 2021 أيضاً إطلاق خطط لزيادة الإنتاج الدرامى وتنوعه.. والبناء على جهد الفترة السابقة باعتبار أن عطاء قيادات الشركة حلقات متصلة تكمل بعضها بعضاً.
ولأن الرقم حقيقة كما يقولون.. وكما قلنا سابقاً.. لذا فالأرقام لا تكذب.. بل يجب التوقف عندها لدلالاتها وأهمية تفحصها.. وفهم تفاصيل ما جرى من العام التالى لإعلان الشركة رسمياً، أى عام 2017، إلى وقت المؤتمر الصحفى المذكور والمنعقد وقتها، وكانت الأرقام بالفعل كالتالى: مجموع قائمة الدخل للقنوات الفضائية فيما يخص الدراما بلغ 3 مليارات و975 مليون جنيه.. بينما للبرامج كان 107 ملايين و414 ألفاً، فى حين بلغت المصروفات التسويقية 240 مليوناً و769 ألفاً ليكون إجمالى التكاليف 4 مليارات و323 مليوناً، فيما بلغ إجمالى الإيرادات 3 مليارات و943 مليوناً و214 ألفاً، وبذلك -وبحسبة بسيطة- يكون إجمالى الأرقام يشير إلى وجود خسائر وصلت جملتها للمواسم الرمضانية بين عامى 2017 و2020 إلى نحو 637 مليون جنيه، لكن الشركة عادت لتحقيق مكاسب خلال موسم 2021 بلغت 256.7 مليون جنيه!
وتفعيلاً لتتبع مسار الجهد الكبير الذى بُذل ومنطقية سير الأرقام من الخسائر إلى الأرباح، مروراً بتعادل أو تقليص الفجوة بينهما إلى حدود التعادل، كان أيضاً كالتالى:
2017: 460 مليون جنيه خسائر.. وفى عام 2018 بلغت 101 مليون جنيه خسائر.. لتستمر الخسائر فى عام 2019 لتبلغ 20 مليون جنيه.
وكذلك فى 2020 بقيمة 46 مليون جنيه.
لنصل إلى عام التحول الكبير، وهو 2021 ، حيث بلغت الأرباح -ولأول مرة- 256.7 مليون جنيه!
لماذا نذكر تفاصيل الأرقام؟! هل لأنها عادة لدينا تعودنا ممارستها باستخدام الأرقام عند أى حديث تليفزيونى أو إذاعى أو فى المقالات المقروءة؟! أم أنها ضرورة تفرضها الحملة الشرسة التى تستهدف الآن جهد «المتحدة» وقياداتها وكوادرها بالحديث عن إنفاقها فى الموسم الرمضانى دون الحديث عن عوائد ذلك معنوياً وأدبياً وسياسياً وتاريخياً، وهى مكاسب قلنا فى مقال سابق إنها لا سقف لها ولا تُقدَّر بمال.. فما بالكم وأصحاب الحملة الهستيرية لا يُكملون الصورة، فيتحدثون عن الإنفاق دون العائد المادى الذى لا يمكن تقديره إلا بالأرقام!
إنها صورة كربونية تتكرر كل عام.. فهو عينه ما جرى ضد دراما «المتحدة» وإنتاجها التليفزيونى فى العام 2021، ولا حول ولا قوة إلا بالله!!