«حكاية جريمة».. «سلسلة» قادت المباحث لكشف لغز مقتل فتاة في القاهرة
جريمة قتل - تعبيرية
بداية شهر أبريل عام 2005، وقعت جريمة قتل بشعة، حيث تخلص شاب من فتاة في مدينة الشيخ زايد بالجيزة، والقى ببقايا الجثمان خلف النادي الأهلي بمدينة نصر، شرق القاهرة، لكنّ «سلسلة ذهبية» كشفت عن هوية الفتاة المحترقة، وقادت فريق البحث لضبط المتهم، وكشف تفاصيل الجريمة المروعة التي نفذها المتهم في 120 دقيقة.
بلاغ تغيب لفتاة جامعية
كانت الساعة 7 مساء، ذهبت سيدة في العقد السادس من عمرها، إلى ديوان قسم شرطة مصر الجديدة، وطلبت من الحرس، مقابلة رئيس المباحث، واستقبلها رئيس المباحث، وطلب منها الجلوس وبدأ يستمع اليها، لم تتحدث كثيرا، وأخبرته باختفاء ابنتها، الطالبة في الفرقة الثالثة بكلية الآداب، قائلة أنّها أوصلتها إلى شقتها بمنطقة شيراتون، وغادرت إلى الجامعة الساعة 10 صباحا، وهاتفها مغلق، ولم تحضر ولم تذهب إلى الجامعة بعد أن أجرت اتصالا بعدد من أصدقائها، وتأكدت أنّهم لم يشاهدوا ابنتها في الجامعة، وحررت محضرا بغياب ابنتها، وأعطت رئيس المباحث رقم هاتف وصورة للفتاة، وبيانات السيارة التي استقلتها الفتاة المتغيبة.
نشر صور الفتاة على أقسام الشرطة وتتبع هاتفها
بمجرد مغادرة الأم قسم الشرطة، أجرى رئيس المباحث، اتصالا هاتفيا بمدير مباحث القاهرة، وأخبره بما جاء في البلاغ، وبدأ ينفذ خطة البحث التي استهدفت فحص علاقات الطالبة المتغيبة، ومناقشة أصدقائها، والاستعلام من المرور عن السيارة التي كانت تستقلها، وتتبع هاتف الضحية، وفحص البريد الإلكتروني الخاص بالفتاة، ونشر صورة الفتاة المتغيبة على اقسام الشرطة».
بدأ فريق البحث تنفيذ خطة البحث، وانطلق فريق من المباحث إلى جامعة الفتاة لمناقشة أصدقائها، كان هناك فريق من وحدة مباحث مصر الجديدة أمام منزل الضحية، لمتابعة آخر ظهور للفتاة المتغيبة ومناقشة حارس العقار، وعدد من شهود العيان، للوصول لأي معلومات تقودهم لتحديد خط سيرها، وكان هناك فريق من المساعدات الفنية تتبع المكان الجغرافي لهاتف الضحية، والبريد الإلكتروني الخاص بها، وظهر حديث للفتاة المتغيبة مع شاب واتفاقها على مقابلته لكن لم يتم تحديد المكان، وبعدها اختفت.
سلسلة ذهبية قادت المباحث لتحديد هوية الضحية
لم يمر سوى 12 ساعة على بلاغ التغيب، وتلقى رئيس مباحث مصر الجديدة، اتصالا من رئيس مباحث مدينة نصر، أخبره فيه بالعثور على جثمان الفتاة، وعلى الفور، انطلق رئيس المباحث وكان بصحبته محقق النيابة والطب الشرعي إلى مكان البلاغ، وبمجرد الوصول، بدأ المحقق معاينة ومناظرة الجثمان، وتبيّن أنّ الجاني اعتدى على الضحية بطعنها وخنقها وأضرم النيران في جسدها، بعدها تقرر عرض الجثمان على الطب الشرعي لتشريحه وبيان اسباب الوفاة، وعثر المحقق على سلسلة ذهبية حول رقبة الضحية مكتوبا عليها اسمها، وتبين أنّه اسم الفتاة المبلغ باختفائها، وتم استدعاء والدتها وتعرفت على ما تبقى من ملابس الضحية، وأكدت أنّ المشغولات الذهبية التي عثر عليها تخص ابنتها.
شاب يرتدي كاب وراء الجريمة
لم يغادر المحقق والضباط مسرح الجريمة، وتلقى رئيس مباحث مصر الجديدة، اتصالا من ضباط المساعدات الفنية، جاء فيه: «يافندم تليفون الفتاة اشتغل وتم تحديد مكانه في محل تليفونات في الشيخ زايد».
بمجرد إغلاق الهاتف، تحركت قوة من مباحث قسم شرطة مصر الجديدة، بالتنسيق مع ضباط مباحث الجيزة، إلى المحل، وتم ضبط مالكه، وتبيّن أنّه اشتراه أمس من شاب أدلى بأوصافه، وأكد أنّه شاهده أكثر من مرة في المنطقة وكان يرتدي «كاب» أخبرهم بنوعه، وبمحل في المنطقة يبيع هذا النوع من «الكاب».
على الفور بدأت القوات مناقشة قاطني المنطقة والعاملين بالمحل حتى توصلت إلى حارس العقار الذي يقيم فيه المشتبه فيه، وتم عرض المعلومات والتحريات على محقق النيابة، وأمر بضبطه وإحضاره، وألقى القبض عليه، وتمت مواجهته بما جاء في تحريات المباحث: «الاتفاق على مقابلة الفتاة الضحية من خلال حديثهما عبر البريد الإلكتروني الخاص بها، العثور على سيارة الضحية بالقرب من محل إقامته، وبيع هاتف الضحية».
لم يستغرق المتهم كثيرا واعترف في محضر الشرطة بارتكاب الواقعة، وكشف عن ملابسات الواقعة بالجثمان، واعترف ومثل الجريمة بالصوت والصورة أمام محقق النيابة، الذي قرر حبسه على ذمة التحقيقات بتهمة الاغتصاب والقتل العمد، وإحالته إلى محكمة الجنايات، وعقب تداول أوراق القضية عدة جلسات، قضت المحكمة بإعدامه وأيدت النقض الحكم، ونفذت الجهات المختصة الحكم.