لكن السؤال: ماذا لو فاز حمدين صباحى بالسباق الرئاسى؟
خطاب أى مرشح رئاسى لا يخلو من الحديث حول سياسته الخارجية، وكيف سيتعامل مع العالم إذا وصل إلى الحكم، وفى أغلب الحالات يكون هذا الخطاب الموجه للخارج محل اهتمام وسائل الإعلام العالمية أكثر من اهتمامها بسياساته الداخلية المنتظر تطبيقها، فعلى سبيل المثال كان اهتمام العالم العام الماضى بالانتخابات الرئاسية الإيرانية نابعاً من تقييمه لاحتمالات الاستمرارية والتغيير فى سياسة إيران الخارجية إزاء علاقاتها بالولايات والمتحدة وإسرائيل ودول الخليج وملفها النووى، وليس بالسياسات الداخلية التى سوف يتبعها الرئيس الجديد لطهران. وفى الوقت نفسه، فإن الحديث عن السياسة الخارجية فى برامج المرشحين ولقاءاتهم الإعلامية قد لا يكون موجهاً للخارج بالضرورة، إنما قد يكون فى حالات كثيرة مجرد خطاب موجه «للاستهلاك الداخلى»، أى لكسب تعاطف الناخبين إزاء قضايا خارجية تحتل لديهم أهمية خاصة. ولذلك من المهم الإجابة عن سؤال: «كيف سيتعامل العالم مع مصر لو فاز المرشح الرئاسى حمدين صباحى، وكيف سيتعامل هو مع العالم؟».
وبالنظر للعلاقات مع الولايات المتحدة، حال فوز «صباحى»، نجد أن «صباحى» أكد فى أكثر من حديث له أنه فى حال فوزه فى السباق الانتخابى سينهى فكرة خضوع مصر لنفوذ الولايات المتحدة الأمريكية، وأنه لن يقبل بأى تبعية لأى قوى أجنبية؛ لا الولايات المتحدة ولا غيرها. واعتبر أن الولايات المتحدة تعد أحد الأقطاب الكبرى فى العالم، وقال: «نريد أن يكون واضحاً لواشنطن أن مصر لها مصالح، وأيضاً الولايات المتحدة، وإذا اتفقت مصالحنا فسنتعاون، وإذا اختلفت فسنعبر عن مصالحنا وسندافع عنها». وأوضح أنه سينهى فكرة خضوع مصر لنفوذ أمريكا أو أنها جزء من معسكر أمريكى فى رسم خرائط العالم، مشدداً على أنه لن يقبل بتبعية مصر لأى قوى أجنبية سواء الولايات المتحدة أو غيرها.
واعتبر السفير الدكتور السيد قاسم المصرى، المدير التنفيذى للمجلس المصرى للشئون الخارجية، أن استدعاء سياسات قديمة تتصف بالمواجهة مع القوى الخارجية لن يكون مقبولاً من العالم، وتحديداً من جانب الولايات المتحدة، مؤكداً أن العالم سيتقبل السياسة الخارجية المصرية التى تحرص على التعاون والحوار وأن تكون جزءاً من النظام العالمى وليس فى مواجهة معه، وأضاف: «العالم سيتعامل مع مصر وفقاً لارتباطاتها والتزاماتها بالمواثيق والاتفاقيات الدولية، هذا خط رئيسى لتعامل العالم الخارجى، وخاصة قوة مثل الولايات المتحدة والغرب، ولن يقبل العالم من مصر أن تتنصل من بعض التزاماتها الدولية».
وقال السفير حسين هريدى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، لـ«الوطن»، إن معاهدة السلام بين القاهرة وتل أبيب تعد هى الإطار الحاكم والمرجع الأساسى والقانونى للعلاقات بين البلدين، مؤكداً أن أى رئيس يشعر بالمسئولية الوطنية سوف يحترم هذه المعاهدة، «لأن عدم احترامها قد لا يؤدى إلى حرب بالضرورة، ولكن سيدخل مصر فى مشكلات كثيرة مع دول العالم وربما أزمات لن يتمكن صباحى من مواجهتها».
واعتبر «هريدى» أن حمدين صباحى يبالغ فى طموحاته الخارجية وقدرته على تحقيقها، قائلاً: «صباحى بيقول كلام مش قده»، وحديثه عن التحرر الوطنى يعد مطلباً دائماً لمصر بالفعل، ولا خلاف عليه، ولكن الاقتصاد المصرى فى وضع سيئ ويجب أن يتحلى بأعلى قدر من المسئولية والحنكة والدبلوماسية فى تعامله مع العالم الخارجى؛ لأن الأوضاع الاقتصادية المتردية هى مشكلتنا الأساسية، ولا يمكن التغلب عليها برفع الشعارات فقط، خاصة إذا كانت هذه الشعارات تحمل معاداة للعالم الخارجى، كما أكد «هريدى» أن حديث «صباحى» حول أنه يعتزم حال فوزه إقامة علاقات مع كل من روسيا، والصين، والهند، وجنوب أفريقيا، ودول أمريكا اللاتينية، ولا سيما تلك الناهضة اقتصادياً منها، كالمكسيك والبرازيل، موجود أيضاً لدى المرشح الآخر المشير عبدالفتاح السيسى، ولكن العبرة بمدى استجابة تلك الدول لهذه الرغبة المصرية فى تعزيز العلاقات مع الدول الصاعدة. واعتبر «هريدى» أن روسيا تريد فوز «السيسى» بالرئاسة وتفضله لأنه هو المعروف لديهم على الأقل، خاصة بعد لقائه المثمر بالرئيس الروسى فلاديمير بوتين، الذى أكد خلاله الرئيس الروسى لـ«السيسى» دعمه ودعم بلاده له إذا ترشح للرئاسة.
وفيما يتعلق بالعلاقات المصرية - الخليجية، قال محمد الحمادى، رئيس تحرير جريدة «الاتحاد» الإماراتية، لـ«الوطن»، إن دول الخليج والإمارات تحديداً لا تفاضل بين المرشحيْن، ولكنها يهمها أن تحقق الانتخابات الرئاسية مصلحة الخليج المتمثلة فى استقرار مصر وأمنها، باعتباره مكوناً أساسياً فى الأمن الخليجى. من جانبه، اعتبر السفير ناجى الغطريفى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، لـ«الوطن»، أن «صباحى» إذا فاز بالرئاسة أو استمر فى الاقتداء بالزعيم الراحل جمال عبدالناصر فى التمسك بالرومانسيات وأحلام الوحدة العربية فسيتعامل العالم معه باستخفاف، وسيؤدى إلى فشل ذريع فى الداخل أيضاً.
وفيما يتعلق بالعلاقات المصرية - الأفريقية، اعتبر السفير أحمد حجاج، أمين عام الجمعية الأفريقية، لـ«الوطن»، أن الدول الأفريقية لا تعرف معرفة جيدة أياً من المرشحيْن رغم وجود المشير عبدالفتاح السيسى وزيراً للدفاع ونائباً لرئيس الوزراء، ولكنه لم يقم بأى زيارة لأفريقيا، بخلاف لقائه بالسفراء الأفارقة الذين أكد لهم خلاله تطلعه لتعزيز العلاقات مع أفريقيا.
ورداً على استفسار «الوطن» حول ما إذا كانت الخلفية الناصرية للمرشح «صباحى» سوف تزيد قبوله لدى الشعوب الأفريقية التى ساندها الزعيم جمال عبدالناصر إبان مرحلة التحرر الوطنى، قال «حجاج» إن أغلبية الشعوب الأفريقية الحالية لم تعاصر الرئيس «ناصر» وتعتبر أن هذه المرحلة قد انتهت، والموجود حالياً دول مستقلة، وليست دولاً فى مرحلة التحرر الوطنى من الاستعمار.
الأخبار المتعلقة:
«هايل»: اللى ما اتعلمش من أخطاء «مرسى».. ينتخب «حمدين»
أسرة «مقسومة» على 3: سامح مع «صباحى» وأحمد مع «السيسى».. والأم مع «مصر»
المشير.. والعالم
النسر: 20 «ريشة» على جناح مكسور
20 سؤالاً لم يسألها أحد لـ«السيسى»
«حمدين» ظل ثابتاً على موقفه.. وأفضّل أن يلعب دور المعارض
«عيسى»: «المشير» لم يقدم برنامجاً واضحاً.. وحلوله ليست جذرية
«بشرة خير» تغير قرار الشاب الثورى
تعرف يعنى إيه كاريزما؟
افهم شخصية رئيسك
«طه حسين» بعد صدمة «المصريين بالخارج»: «لسه عندى أمل»
الثائر الحق: 10«أجنحة» تحلق فى سماء الحرية
«العربى»: «السيسى» أملنا.. بس ماعرفش رمزه الانتخابى
رجل المرحلة: 10 «نجوم» تقود إلى مستقبل مصر
خُد قرارك