م الآخر| دولة الغريب (7).. رجل غريب
تسير القافلة التي تضم باقي أمراء دولة الأدارسة، و عدد من الراغبين في الحج من البسطاء، بجانب عدد من الأندلسيين الذين جاءوا تلبية لنداء أبويوسف، ومن ضمنهم سيف الدولة بن عمار عين الخليفة الناصر، كان يمكث وسط الشباب المتحمسين لفتح طريق الحج، وكان أكثرهم حماسًا مما جعل أبويوسف يرفع قدره ويعتمد عليه في الكثير من أمور القافلة، وكان سيف الدولة كل يوم يقترب أكثر من أبويوسف، حتى أصبح ذراعه الأيمن وكاتم أسراره.
كلما كان يسير أبويوسف على مدينة يتسائل البسطاء، من ذلك الرجل الذي سوف يفتح طريق الحج، ثم يتساءلوا هل هو أمير أموي ولا عباسي ولا فاطمي؟ فيجيب البسطاء على أنفسهم أنه رجل غريب، خرج ليدافع عن الحجاج ويرفع كلمة الله في الأرض، فتدعي له العجائز ويقف له الناس ويتطوع معه الشباب.
فعلًا أنه رجل غريب، لأنه يهتم بأمر المسلمين!.. تسير الحملة على الأقدام، مهما طال الطريق يظل الأمل مفتاح الصمود والاستمرار، كما أن هناك حلم يغذي النفوس بالأفكار والطموحات.. فجأة يعترض طريقهم وفد من الخليفة المهدي، يتقدم قائد الحرس نحو أبويوسف..
- قائد الحرس: إن خليفة المسلمين ورعايتهم يطلب مقابلتك لأمر هام.
- أبويوسف: لم أتي إلى هنا غاز ولا فاتح، ولكني جئت عابر سبيل، ومن معي حجاح ضعفاء.
- قائد الحرس: إن طلب الخليفة لن يكون إلا في الخير، فابشروا.
- أبويوسف : سير وسوف أسير خلفك، سوف نعسكر هنا.. الجميع ينصب الخيام.