م الآخر| تقاطع قاهري(14).. رؤية شرعية
اندهش صبري من مجيء محمود، العريس الملتح، للصالة قبل مرور إسبوع واحد على زواجه، تحدث معه صبري عن اندهاشه لهذا التصرف وقطعه لشهر العسل، فقال الشيخ محمود: شهر العسل ده شيء غير إسلامي، والإسلام يحث على العمل، لا على الكسل.
صبري: عاوز أسالك على حاجة، بس مش عارف أقولك عنها أزاي؟.. محمود: قول يا صبري، إحنا إخوات.. صبري: أنا بفكر أرتبط بفتاة متدينة ومنتقبة، بس بصراحة شغلاني فكرة مهمة قوى، ومش ها كدب عليك مأثرة في تفكيري، ومش عارف أخد قرار بسببها.
قال الشيخ محمود عارف المشكلة: وهي إنك محتاج تشوف العروسة قبل الارتباط، فقال صبري على خجل: ما هو بصراحة إزاي أعرف إن كانت جميلة ولا لأ؟.. ابتسم محمود من كلمات صبري، ثم قال له: "قال رسول الله صل الله عليه وسلم، تنكح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك".. ولا تقلق فهناك رؤية شرعية يجب أن تتم بينك وبين من سنختارها لك أولًا، فدعنا نختار لك أخت فاضلة، ولتأتي معي لزوجتي وتقول لها المواصفات التي ترغبها في زوجتك المستقبلية، وهي تبحث لك عنها في الأخوات الصالحات، وبعد ذلك تذهب والدتك للتأكد ولتطمئن لها، فإذا تم هذا كان من حقك أن ترى وجهها مرة واحدة، وهي التي تسمى الرؤية الشرعية وبعد ذلك لك حرية القرار.
فجأة حدثت مشاجرة بسيطة بين صبري وحاتم، فقد سمع أن المنشطات التي يقوم ببيعها في الصالة لها أضرار مرضية سيئة تظهر بعد الزواج، وأنه بهذا يرتكب ذنبًا لأنه يروج لها في الصالة، والمشكلة التي سيعاني منها حاتم إذا توقف عن بيع تلك المنشطات، أن راتبه بدون بيعها سوف يقل إلى النصف، وعندما طالب حاتم بزيادة راتبه حتى يعوض فرق المنشطات، فضل صبري أن تستمر المنشطات بشرط عدم شراء كميات جديدة، وبعد الانتهاء منها يفكرون في وسيلة لرفع دخل الصالة، بخلاف بيع المنشطات.
ومنذ هذا التوقيت ورغم غضبه من موقف صبري، وتأثير الشيخ محمود عليه والذي يراه راجلًا فقريًا، وها يجيب للصالة الفقر، إلا أن حاتم بدأ ينتبه بالفعل إلي ما تفعله فيه المنشطات من آثار سلبية، حتى أنه بدا يلاحظ ويشعر بتغيرات شديدة في نفسه، وعرف أن السبب وراء العجز الذي يحدث له هو حقن الهرمون، بل إنه أدرك الآن، أنه بدأ يفقد رجولته بشكل تدريجي، وفكر في أن يذهب إلى طبيب، ولكن الموضوع مخجلًا جدًا، وحاول كثيرًا أن يقاوم الفكرة، ولكن بالفعل الخوف أصبح يسيطر عليه.
فقرر أن يذهب إلى طبيب، بعيد عن الحي الذي يقطن فيه، بل أنه قرر أن يذهب إلي طبيب في محافظة أخرى، واختار أن يذهب إلى الإسكندرية، وفكر أن يزيد من حيطته بأن يدخل إلى الطبيب باسم مستعار،
وعند الطبيب عرف حاتم الحقيقة، وعرف أن قدرته الإنجابية سوف تزول مع الوقت، فالهرمون الذي يتناوله مع التدريبات يسبب له نقص في هرمونات الذكورة، أي أنه لن يكون صالح للزواج بهذا الوضع.
نعم إنه يمتلك الآن الجسد القوي، الذي طالما حلم به في صباه، لكنه في الوقت ذاته معرض لأن يفقد القدرة الطبيعية، التي يمتلكها أي إنسان ضعيف البنيان، قدرة الإنجاب، ويا لها من مأساة.