(1) إخواتنا...
- ياسر بيه..
- ابدأ الإشارة وليد بيه.
- هنشد شوية العشرة كيلو الجايين شان الحتة دى خطر شوية والسرعة هتقلل الموجة الانفجارية لو العيال دى زارعالنا حاجة.
- جارى يا وليد بيه وانا هسبق شوية وأسيب مسافة آمنة بينى وبينكم عشان لو حصل انفجار لا قدر الله تقدر انت والقوات تتفادوا الموجة الانفجارية..
- الله المستعان يا باشا.
(بعدها بقليل)...
- وليد بيه..
- ابدأ ياسر بيه.
- ماتنساش لو حصل حاجة توصل الورقة اللى ف جيبى.
- وانت كمان يا باشا نفس الموضوع، وربنا يسلم طريقنا إن شاء الله ونرجع كلنا بالسلامة.
(حوار يحدث يومياً فى سيناء بين قوات تمشيط المنطقة انتظاراً للشهادة وتحسباً لانفجار محتمل).
(2) أولادنا
يقول الخبر إن (جامعة الطفل) ستستقبل دفعة جديدة من الأطفال من سن 9 إلى 15 عاماً للالتحاق بها فى العام الدراسى الجديد. هذه هى الجامعة التى لا يعرف عنها أحد أى شىء، وهى نتاج جهد (لا نعرف عنه شيئاً) من أكاديمية البحث العلمى، فلا الأكاديمية لديها ميزانية تجعلها تعلن عن الموضوع لنعرف ما يحدث ونرى النتيجة، ولا الإعلام ركز على (نماذج) الأطفال الذين تخرجوا فى الدفعة الأولى، ولا يعلم أحد (أنشطة) و(تخصصات) جامعة الطفل، ولا رعت (الدولة) هذا الجهد لتسوقه كما يليق بعظمة مردوده الذى ننتظره جميعاً..
هذا جهد يحتاجه أولادنا، ونحتاجه معهم، فلماذا (يتكروت) بهذه الطريقة المخزية؟
عموماً لأننا لم نتعرف على (طفل) عبقرى من الذين درسوا فى هذه الجامعة نتيجة تقصير من الجميع دعونى أعرفكم على طفل آخر. الولد اسمه عبدالرحمن.. عمره الآن 16 سنة.. يقول الخبر إن النيابة ستنظر تجديد حبسه بتهمة حيازة قنبلة والتخطيط لأعمال إرهابية!!
يقول والده: «عيل زى ده هيشيل قنبلة إزاى وهيخطط إزاى يا عالم!!».. يقول إن الداخلية حين أرادت الوصول للولد الذى هرب خوفاً أخذوه هو وابنيه حتى ظهر فأفرجوا عنهم و(لبس) ابنه فى الجامعة قضية (تظاهر)..
للمتسرعين فى التصنيف ومرضى هستيريا الوعى الجمعى لا أناقش هنا (منطق) الأمور، ولا أقارن حالة الولد بحالة أبطالنا فى سيناء، ولا كون الولد مذنباً أم لا، ففى نظرية الاحتمالات كل شىء ممكن ما لم يكن مستحيلاً وخارقاً للطبيعة، ما أناقشه الآن هو (الولد)/ (الطفل)/ العيل ابن امبارح/ الابن الذى دُمرت حياته تماماً..
- قد يكون من دمرها هو من استخدمه فى (مظاهرات) أو تاجر به وحمله ما لا يطيق (احتمال).
- وقد يكون من دمرها تعامل خطأ من (دولة) تمثلت فى أجهزة أمنية وتحريات متسرعة (احتمال).
- وقد يكون الولد لديه نوازع إجرامية لا نعرف مبعثها وكل ما قيل عنه حقيقى (احتمال أيضاً).
لكن المؤكد أن (تأهيل) الطفل أفضل كثيراً من عقابه واغتيال طفولته. العدالة الناجزة أفضل من عدالة بطيئة تقتل ولا تضمن وصولها أصلاً لأن الطريق الدائرى للضمير عليه حادثة. المؤكد أن أزمات (الأطفال) فى السجون، ودور رعاية الأحداث، والمحبوسين احتياطياً، والذين هم بلا مأوى، والذين يعملون نتيجة ضيق ذات اليد، والموجودين فى الإشارات، والمخطوفين، أكبر من أن تترك بلا مراجعة لأن هذه نقطة تحول للوطن بأكمله..
نقطة تحول تخبرنا، هل سنعالج المستقبل من الآن، أم سنستثمر فى الإرهاب..
كلاكيت للمرة المليون: مراجعة حالات الأطفال فى السجون والمحبوسين احتياطياً فرض عين على (القيادة السياسية) لأن من دونها لن يفعل شيئاً فى هذا الملف...
الحقوا الأطفال بدلاً من أن تستثمروا فيهم كإرهابيين محتملين فى المستقبل.
الحقوا أولادنا.
(3) حذاء ميسى..
يسمون ذلك (المسئولية الاجتماعية) للشخصية العامة. ليونيل ميسى أفضل لاعبى العالم يتبرع بحذائه فى مزاد علنى لتذهب حصيلة البيع للأماكن الفقيرة فى (مصر).. فكرة لم يفعلها أحد فى (مصر) نفسها من لاعبين يمتلكون الملايين، وقد يكون لكل منهم جهده (الخيرى) الذى لا يحب أن يراه أحد بحيث تكون علاقته بالله عز وجل خالصة لوجهه، لكن أدهشنى (غضب) و(استنكار) عميد لاعبى العالم وكابتن المنتخب الوطنى السابق أحمد حسن مما حدث، واعتبار الأمر (إهانة) مطالباً باستبدال الحذاء بالتى شيرت. يا كابتن أحمد حذاء اللاعب رأسماله الذى يضعه فى قدمه، ولا علاقة له بالإهانة، والكابتن محمود الخطيب تبرع بحذائه من قبل لغرض مشابه، وما أعرفه عنك وعن دورك الخيرى يجعلنى أطالبك بدلاً من هذا (الاستنكار) و(الغضب) بأن تفعل مثل ميسى بدون مزادات.. اجمع من أصدقائك اللاعبين ما يكفى لـ(تنمية) وليس لمساعدة قرية فقيرة أو منطقة عشوائية، فأنتم أولى من ميسى وحذائه.