هل ما حدث لنا كان لا بد أن يحدث؟ مكتوب يعنى؟ ابتلاء؟ حسد؟ أم أنها كانت كبوة الجواد الجامح، الجواد الذى كان يرمح فى طول البلاد وعرضها لسنواتٍ ثلاث قاسيات دون توقف؟ خيلاء كان؟
ونحنُ أيضاً حملنا رؤوسنا على أكفنا وسرنا باتجاه السيسى، فليس وحده من أراح رأسه الغالى بين يديه سائراً به إلينا..
المصيبة أن الفنان الشيخ «حسن يوسف» تصور أثناء زيارته «الفنية» الاستثنائية المباغتة للرئيس المخلوع -«حسن» ﻻ يحب لفظ «المخلوع»- حسنى مبارك ليلة الاحتفال بعيد ميلاده
لم نكن ندرك وقتها يوم التقى الجمعان: «السيسى» والناس، أننا كنا على موعد موعود مع البعث الأصغر، وأنه آن لقيامتنا أن تقوم، فقد نفخ فى الصور كىّ يهب الراقدون والغافلون
الرجل الذى يرقص بعصاه مبتهجاً كلما راح يدفن متبرعاً جزءاً وراء جزء من جسده المتداعى قطعة قطعة فى مدافن البلاد الغريبة ثم لا يستحى أن يسرق من الآخرين أجزاءهم الحية عنوةً واغتصاباً ليضيفها إلى هيكله العظمى
يبدو أن ربيعنا، صار مثل قرعنا بيمد لبره، فليس شرطاً أن تغنى سعاد حسنى للربيع، فنصدق أن رقص الشجر وانثناءات القلوب وفساتين البنات الملونة
وأخاف أن تكون حكاية القبض على مجموعة من الفنانين داخل أحد الجاليريهات بتهمة التعاطى وضربهم وحبسهم ما هى إلا فخ جديد منصوب للشرطة ووزارة الداخلية كلها
وكأن «محمد مرسى» بآثاره وأفكاره ومأثوراته وخطاباته ونوادره وخزعبلاته وشططه وغيبوبته لا يريد أن يبارحنا منذ أن خلعناه وعزلناه فى 30 يونيو
ولن يجدوا فى قلوبنا ذرةً من شفقة، لن يجد الإخوان فى مشاعرنا مكاناً، هذه المرة الشعب المصرى هيقعد ساكت، وما حدش هيصعب عليه إخوانى تانى زى زمان، الحكم الصادر بإحالة أوراق 528 إخوانياً للمفتى لن يجعلنا نمصمص شفاهنا ونقول يا ضنايا يا ولاد ويا عينى يا ابنى، لا، بل سنقول الله يرحمك يا جمال عبدالناصر.
أسباب عدة منعتنى من ارتداء تى شيرت مطبوع على قطنه المصرى صورةً للمشير، ثم السير به فى شوارع نيويورك الواسعة