«كورة» ومراجيح وسرادق عزاء فى مسجد أثرى.. «حى على الإهمال»
الشيخ على، تلميذ الإمام الصوفى الجليل محمد الجيلانى، الذى لُقب بـ«شيخ الشيوخ»، لم يكن يعلم أن المسجد الذى حلم كثيراً أن يبنيه لكى يكون منارة للعلم، تنشر للأجيال القادمة أصول الفكر الوسطى الذى طالما نادى به، سيتحول إلى مسجد مهجور، ومرتع للأطفال، إلى جانب إقامة سرادق العزاء لأهالى الحى داخل ساحته.
المسجد الذى يرجع تاريخ بنائه إلى عام 700 هجرى، منذ أن أسسه الشيخ على بقلب حى الخليفة، لعشقه لأهالى هذا الحى العتيق، تحول إلى مسجد آيل للسقوط، بعد أن أهملته وزارة الأوقاف على مدار أعوام كثيرة، دون فحص أو اهتمام، فأخفق فى تأدية دوره المنشود، ونشر مبادئ الفكر الوسطى.
زينهم عبدالنبى، خادم المسجد، أوضح أن الإهمال طال المسجد منذ أن ضمته وزارة الأوقاف إليها، حيث قل عدد المترددين عليه، ولم يعد أحد يفكر فى مراعاته، حتى ظهرت الشقوق فى كل أنحاء المسجد، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل إن بعض أهالى الحى، قاموا بوضع العديد من الأرجوحات للأطفال فى ساحة المسجد، التى تحولت فجأة إلى ملعب لكرة القدم.
كل تلك المشاكل كان زينهم لا يعبأ بها، مادام المسجد و«المقام» موجودين، لكن التهديدات التى تلقاها من بعض الشيوخ أزعجته كثيراً.. «اثنين من شيوخ المنطقة هددونى إنهم هيقوموا بهدم الضريح والحوش، ماينفعش المسجد اللى عشت فيه عمرى كله يتهد عشان حرام، أنا هلاقيها من الأوقاف، اللى مش بتعبّرنا ولاّ من بتوع الدقون اللى عاوزين يهدوا بركة الجامع والحتة».
«دوريات حماية المسجد»، هى الحل الذى توصل إليه زينهم ومحمد، الخادم الثانى للمسجد، للحفاظ على مقتنيات المسجد الأثرى، وذلك بمساعدة الأطفال الصغار من أبناء المنطقة، الذين يقضون ساعات اليوم بأكمله فى اللعب فى ساحة المسجد، ويقومون بإبلاغ زينهم أو محمد، فى حالة قدوم أى شخص غريب إلى الشارع.