«ثورة الجياع» تجبر «مرسى» على الرضوخ
تقرير من جهة سيادية يحذر الرئيس من مليونيات شرسة.. والحكومة تنفى تراجع صندوق النقد
ارتباك حاد فى الأسواق.. وتجار يلجأون إلى تخزين السلع.. والرئاسة: لا تراجع.. بل أوقفنا التنفيذ
للمرة الرابعة، تراجع الرئيس محمد مرسى عن قرار اتخذه منذ توليه رئاسة الجمهورية فى يونيو الماضى، بعد أن قرر وقف تنفيذ قرار رفع الضرائب على الدخل والمبيعات وطرحه للحوار المجتمعى، فيما بدأ التجار يتعاملون مع الزيادات على أنها قادمة لا محالة وعمدوا إلى البدء فى عمليات تخزين السلع.
وعلمت «الوطن» أن الرئيس محمد مرسى تلقى تقريرا من جهة سيادية يحذره من خروج المواطنين فى «ثورة جياع»، بمختلف محافظات مصر تنديدا برفع الأسعار، وأكد التقرير أن هذه التظاهرات ستكون أشرس من مليونيات الاعتراض على الإعلان الدستورى؛ لأنها تتعرض لحياة المواطن اليومية.
وكشفت مصادر إخوانية عن أن الرئيس تراجع عن قرارات زيادة الضرائب خوفاً من أن يؤدى تطبيقها إلى غضب شعبى يمكن استغلاله فى حشد مظاهرات اليوم ضده وضد الجماعة، أو إلى تصويت المصريين على استفتاء الدستور بـ«لا». وأوضحت أن قيادات مكتب الإرشاد طالبت الرئيس بضرورة التراجع؛ لأن هذه القرارات كان متفقاً على تطبيقها بداية من 30 يونيو المقبل، إلا أن الحكومة أصدرتها فى هذا التوقيت لتشعل الغضب ضد «الرئيس».
وذكر الدكتور ياسر على، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، أن قرار الرئيس لا يعد تراجعا، وإنما وقف تنفيذ القرارات فقط لحين شرح أهدافها للرأى العام. وأكد، فى مؤتمر صحفى، أنه تم إبلاغ الرئيس بحالة الغضب التى انتابت المواطنين فأصدر أوامره بوقف تنفيذها وطرحها للحوار.
ونفت الحكومة تراجع صندوق النقد الدولى عن منح مصر قرضاً بقيمة 4٫8 مليار دولار، وقال ممتاز السعيد، وزير المالية: إن إدارة الصندوق لم تخطر مصر بتأجيل اجتماعها المزمع عقده يوم 19 ديسمبر المقبل للموافقة رسميا على منح مصر القرض.
وقال تجار: إن العدول عن زيادة ضرائب المبيعات لا يخدم مصالح المواطنين بقدر ما هو استعادة الرئيس لما فقده من شعبية مع استمرار أزمة مشروع الدستور والمظاهرات والاعتصامات. وقال عبدالله قنديل، رئيس الغرفة التجارية لشمال سيناء: إن التجار «فهموا الفولة» وسيتعاملون مع هذه القرارات من منطلق أن الزيادة قادمة لا محالة، وقدر الخسائر التى تتكبدها خزانة الدولة بسبب الإعلان مبكرا عن زيادة أسعار السجائر وقبل تطبيقها بفترة بنحو 100 ألف جنيه يومياً تدخل جيوب بعض التجار والدخلاء.
وسيطرت على أسواق مواد البناء حالة من الارتباك الحاد؛ حيث ارتفعت أسعار حديد التسليح والأسمنت، الأمر الذى تسبب فى عودة ظاهرة الطوابير أمام منافذ بيع الحديد فى العديد من المحافظات.
وقال د. محمود كبيش، أستاذ القانون الدستورى: إن تراجع الرئيس عن قراراته يؤكد أن هناك حالة ارتباك سياسى لدى متخذى القرار وأنه لا يملك رؤية واضحة وخطة محددة لإدارة شئون الدولة. وأكد الدكتور عبدالعزيز حجازى، رئيس مجلس الوزراء الأسبق، أن الحكومة الحالية تعانى تخبطا شديدا وسلقت قانون الزيادات الضريبية دون دراسة كافية.