«عزبة الرحمة».. الرحمة مفقودة.. والمسئولون «ودن من طين»
«عزبة الرحمة».. الرحمة مفقودة.. والمسئولون «ودن من طين»
قطارات السكة الحديد تحصد أرواح الأطفال
اعتاد أهالى العزب الواقعة بمنطقة المطار شرق الإسكندرية على التعايش مع مشاكلهم، التى أصبحت مصدراً للمعاناة اليومية، دون تحرك من المسئولين، يعيشون فى مساكن عشوائية تحتضن أكواماً من القمامة، أصبحت مصدراً للمرض، ينتظرون تشييع ضحاياهم العديدة من الأطفال، كلما دهس القطار أحدهم على خطوط السكك الحديدية المارة وسط المنطقة.
مساكن عشوائية تحاصرها أكوام القمامة وشباب عاطل واستغاثات دون إجابة
«أهالى عزبة الرحمة يطلبون الرحمة»، هكذا وصف أحمد عبدالفتاح، أحد أهالى عزبة الرحمة، الكائنة بمنطقة المطار شرق المحافظة، مشيراً إلى اعتيادهم الشكوى دون استجابة من المسئولين، يشكون معاناتهم اليومية بسبب المساكن العشوائية التى يخترقها خط سكة حديد يقتل عدداً من أطفالهم سنوياً، فضلاً عن انتشار البطالة بين غالبية السكان، وتابع: «نعيش فى مكان ليس على مسمى، فلا يوجد أى نوع من أنواع الرحمة، لا توجد مرافق ولا وجود للدولة وكأننا دولة خارج الدولة».
وأضاف «عبدالفتاح»، الذى يعيش فى منزل لا يفصل بينه وبين أكوام القمامة سوى خمسة أمتار، أن القمامة أصبحت مصدراً للمرض، الذى تسرب إلى صدور الأطفال والكبار، لتسجل العزبة معدلات إصابة عالية بالأمراض الصدرية، دون وجود خدمة طبية تقدم للمرضى من الأطفال والكبار، ما دفع الأهالى إلى محاولة إزالة أكوام القمامة بجهودهم الذاتية بعد تغيب الحكومة، لتجنب إصابتهم بالأمراض فضلاً عن محاولة إنقاذ العزبة من كارثة محققة بسبب تراكم القمامة أعلى قضبان السكك الحديدية، ما يهدد بخروج القطار عن مساره ليحصد مئات الأرواح نظراً لقرب القضبان من منازل الأهالى. ووصفت سمر لطفى، الحياة داخل تلك المنطقة بالعدم وتابعت قائلة: «اللى بيتولد فى العزبة كأنه اتولد فى قبر، حياته زى عدمها لا مرافق ولا نظافة ولا حتى وظيفة، من الآخر هى عزبة لا يوجد فيها سوى الفقر والجوع، النوة بتغرّق البيوت كلها وعمرنا ما شفنا مسئول ولا حتى موظف صغير، حاول يحل جزء من مشاكل العزبة».
الطفل «هانى»: «بنلعب على السكة الحديد وفجأة القطر يطلع ياخد واحد مننا ويمشى»
فيما أكد الطفل هانى رأفت، أحد القاطنين بالعزبة، أن معظم أصدقائه فقدوا حياتهم فى حوادث القطارات، وأضاف: «صحابى كتير فى العزبة ماتوا بسبب قضبان السكة الحديد، على طول بنلعب هناك وفجأة القطر بيطلع ياخد مننا واحد». وتعليقاً على المعاناة التى يعيشها الأهالى فى تلك المنطقة، اكتفى علاء يوسف، رئيس حى شرق الإسكندرية، برد مقتضب أكد خلاله أن الحى يبذل جهوداً مركزة لحل أزمات عزب المطار وغيرها من المناطق التى تعانى أزمات فى المرافق.
وأضاف أن عزب المطار تعانى من أزمات فى شبكات الصرف الصحى بسبب اعتماد الأهالى على «البيارات» وعدم وجود مواسير للصرف فيها، إلا أن هيئة الصرف الصحى بالتعاون مع الأحياء تعمل على حل الأزمة وإدخال الشبكة فى أقرب وقت، وعن القمامة، أكد رئيس الحى أن المنظومة الجديدة لجمع المخلفات وفصلها، وتوفير كميات جديدة من صناديق القمامة، ستظهر ثمارها فى وقت قريب.