من داخل المطار.. الركاب حياتهم "على جناح طيارة"
من داخل المطار.. الركاب حياتهم "على جناح طيارة"
![رنا سلامة](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/13818292481448797819.jpg)
رنا سلامة
بعد أيام عدة من الاستعداد، يجمع أمتعته للاتجاه إلى المطار، الذي ما أن تطأ قدماه أرضه حتى يتنفس الصعداء ويستعد للمرور بإجراءات متعددة، بينما تمر عيناه ذهابا وإيابا بين أمتعته وغيره من الركاب والعاملين بصالة السفر الضخمة، واللوحات الرقمية العالية التي تظهر أرقام رحلته، إلى أن يصل إلى طائرته ليسترخي على مقعده ثم يربط حزام الأمان على جسمه، وسرعان ما تبدأ الطائرة شيئا فشيئا في الارتفاع عن الأرض مبتعدة، فيما ينظر من النافذة ليجد كل المباني والتضاريس يصغر حجمها تباعا إلى أن تختفي تماما، وتحلق الطائرة في عنان السماء في انتظار وصوله إلى وجهته.
"السفر متعة حقيقية" بالنسبة لمصطفى طارق، الذي يضطره عمله في بعض الأحيان إلى الانتقال لبلد أخرى، وفي أوقات أخرى يجد فيه وسيلته للخروج عن العالم والحصول على بعض من الراحة والإجازة، بعد فترة طويلة من معاناة ضغوط الحياة.
الطيران لقضاء فترة الإجازة يتطلب استعدادات عديدة لدى الشاب العشريني، حيث يجمع كافة احتياجاته أثناء الرحلة، وعلى رأسها جواز السفر، وشهادة الجيش، والكاميرا لالتقاط الصور التذكارية، فضلا عن تجهيز برنامج سياحي جيد داخل البلاد المتجه إليها بعد الاطلاع عليها وحجز رحلاته بها عن طريق الإنترنت، وتحديد فترة الليل أو الفجر لمغادرة مصر، وما أن يصل على متن الطائرة حتى يغلق هاتفه المحمول لحين عودته.
"كنت راجع مع صحابي من فيينا لمصر، وكل واحد معاه 3 أو 4 شنط مليانة هدايا وحاجات لينا، ولكن تفاجأنا وإحنا على باب الطيارة والشنط جوه، أن شركة الطيران رافضة تطلعنا بالحاجات دي وعاوزانا ندفع على كل شنطة 75 دولارا"، كانت هذه من بين العديد من المواقف التي واجهها طارق، وعلى الرغم من مرور سنوات على ذلك الحدث إلا أنه مازال حافظا له عن ظهر قلب، حيث تطلبت تلك المشكلة في حلها ما يزيد على ساعة، الأمر الذي جعله يشعر أنه "في ميكروباص مش طيارة" نظرا لارتفاع المبلغ المطلوب من كلا منهم، الأمر الذي اضطرهم إلى "الفصال" مع أحد ممثلي شركة الطيران حتى اتفقوا على دفع 25 دولارا فقط على الحقيبة الواحدة.
لم ينته الأمر عند هذا الحد، حيث أنهم عند عودتهم لجلب الأموال فوجئوا بعدم وجود دولارات لديهم، وهو ما تسبب في إثارة سخط وإزعاج باقي راكبي الطائرة وحدوث مشادات كثيرة فيما بينهم إلى أن توصلوا إلى الأموال، وأقلعت الطائرة، منهية موقفا لم ينساه حتى الآن.
"الملابس المناسبة" لوجهتها هو أكثر ما يشغل ذهن "رنا سلامة"، فور علمها بسفرها إلى والدها بالمملكة العربية السعودية، والتي تحتاج لتحضيرات عدة قبلها بفترة لاختلاف العادات في تلك البلاد عن مصر، وفي اليوم المحدد للسفر، تنهي حزم أمتعتها بينما تملؤها السعادة لحبها في السفر والتنقل وتواجدها داخل المطار، الذي ما أن تطأها قدماها قبل موعدها المحدد للإقلاع بساعتين، حتى تتجول داخله لمشاهدة العاملين به والأسواق الحرة، بدلا من الانتظار داخل أحد البوابات.
"لازم أخد حاجة للصداع أو مسكن قبل ما أطلع الطيارة"، ترتبط تلك الطقوس برحلة الشابة العشرينية، على متن الطائرة، التي تعاني طوال فترة وجودها داخل المطار من "نصاحة البشر" في إنهاء الإجراءات وكسب المزيد من الوزن والجدال مع العاملين طوال الوقت، وأحيانا طلب الركاب بأن تحمل أحد أبنائهم ليتمكنوا من تجاوز أحد الإجراءات "لدرجة أن في مرة وقعت من سلم الطائرة بسبب أن واحدة رمتلي شنطتها قدامي علشان تعدي من البوردنج".
تقضي "رنا" وقتها برحلة الطيران في قراءة الكتب أو الروايات ولعب "السودوكو"، والنوم أحيانا أخرى، وتناول أحد الأطعمة الساخنة بالطائرة، إلا أنها في أحد الرحلات إلى مدينة الرياض استيقظت بسبب هبوط سيء للغاية من الطيار بسبب زيادة المطبات الهوائية ليهبط "وكأنه نازل على سلم فجأة مرة واحدة" لتسجل في ذهنها لحظة احتكاك قوية بالأرض لم تنساها حتى الآن ظنت خلاها أن الطائرة ستتحطم فيها.
"الوزن الزائد للحقائب"، من أكثر المشاكل التي تواجه الرجل الأربعيني في رحلاته، والتي يجدها أزمة بالنسبة للجميع، ومن ثم تسبب العديد من المواقف السيئة داخل المطار، إلا أنه في أحد الرحلات، تعرض "عمر" الابن الأصغر لـ"أحمد"، لأزمة أثناء دخوله دورة مياه الطائرة، حيث لم يتمكن من الخروج، ما سبب في مشكلة على متن الطائرة تطلب حلها كسر باب المرحاض لإخراج الطفل، الذي تعرض لموقف آخر أثناء سفره من مدريد إلى مصر، حيث تبين أن جواز سفره انتهت صلاحيته، إلا أن ضابط الجوازات لم يفطن إلى هذا الأمر وتمكنوا من السفر.