الليلة الأولى لاعتصام التحرير: «مش هنمشى هو يمشى» يعود بعد 20 شهراً من الغياب
![الليلة الأولى لاعتصام التحرير: «مش هنمشى هو يمشى» يعود بعد 20 شهراً من الغياب](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/53212_660_1683266.jpg)
«اعتصام اعتصام حتى يسقط النظام»، و«مش هنمشى هو يمشى»، شعار أعاد معتصمو ميدان التحرير استخدامه بعد غياب 20 شهراً، خلال الليلة الأولى للاعتصام المفتوح للقوى السياسية اعتراضاً على الإعلان الدستورى الذى أصدره الرئيس محمد مرسى مؤخراً، كما عادت الخيام البيضاء لتغزو حدائق الميدان وشوارعه الجانبية.
«الوطن» عاشت الليلة الأولى مع معتصمى التحرير، على أصوات القصف فى شارعى «قصر العينى ومحمد محمود»، فى اليوم السادس لمعركة «الكر والفر»، بين المتظاهرين وقوات الشرطة التى كثفت من إطلاقها للقنابل الغازية لتفريق المحتجين.
الـ10 مساءً، وبعد دقائق من انتهاء الاجتماع الذى اتفقت فيه القوى السياسية المدنية بزعامة الدكتور محمد البرادعى رئيس حزب الدستور وحمدين صباحى مؤسس التيار الشعبى، على الاعتصام المفتوح لحين إسقاط «قرارات مرسى الدستورية»، توافدت أفواج المتظاهرين إلى التحرير حاملة «مستلزمات الاعتصام»، من «خيام وحبال وأكياس بلاستيكية وبطاطين».
وقسم المعتصمون أنفسهم إلى خيام لأحزاب «الدستور والتيار الشعبى والمصريين الأحرار واتحاد شباب ماسبيرو»، التى حجزت موقعها داخل الصينية الرئيسية للميدان، بينما اتجهت حركات «6 أبريل بجبهتيها، وكلنا مينا دانيال»، للاعتصام بحديقة مسجد عمر مكرم، ومجموعة ثالثة للمعتصمين المستقلين اتخذت من حديقة مجمع التحرير مقراً للاعتصام.
صورة مبتسمة لشهيد الحركة «جابر صلاح» فى أحداث محمد محمود ملحقة بعبارة «حقك مش هنسيبه»، احتلت واجهة خيام حركة 6 أبريل الموجودة بحديقة مسجد عمر مكرم، ويقول صديقه «كريم عصام» إنه قرر الاعتصام حتى «إسقاط النظام، لأن مرسى أثبت أنه رئيس لجماعة الإخوان فقط، خصوصاً حينما يصف فى خطابه الذى ألقاه بين (أهله وعشيرته) المتظاهرين بالتحرير بأنهم (شوية عيال بلطجية)، فهو بذلك يسير على خطى الرئيس السابق حسنى مبارك». وشدد على أن الحركة لن تترك الميدان قبل الثأر للشهيد جابر، خصوصاً أن قرارات «مرسى» لم تتطرق نهائياً لمسألة تطهير وزارة الداخلية.
واستعادت اللجان الشعبية أيضاً ذاكرة عملها، وانتشرت بشكل مكثف على مداخل الميدان الـ7، لتأمين الاعتصام، فأحمد عصام ذلك الشاب الذى تناسى إصابته بشرخ فى القدم فى موقعة «كشف الحساب» بحجارة «الإخوان» فى أكتوبر الماضى، وقف محتلاً موقعه أمام مدخل التحرير من جهة ميدان عبدالمنعم رياض، مقدماً اعتذاراته للزائرين على إجراءات التفتيش، قائلاً «معلش يا إخواننا.. عشان نأمن نفسنا»، قبل أن يعترف صراحة أنه تعلم كيفية تنظيم اللجان الشعبية من أنصار الإخوان خلال الأيام الأولى للثورة، لكنه عاد وقال: «الثورة يعنى حرية.. لكن مرسى عايز يقلبها وسية لصالح الجماعة».
الخيمة الكبرى بصينية الميدان، تجمع فيها عشرات المعتصمين للاستماع لـ«أشعار وأغانى الثورة» للشيخ إمام وأحمد فؤاد نجم، وتسابق الموجدون على إلقائها، وتخللها شعارات «الشعب يريد إسقاط النظام»، «مش هنمشى هو يمشى»، قبل أن يضطروا لقطع «حفلتهم» بسبب اشتداد الاشتباكات فى شارعى «محمد محمود وقصر العينى»، لدرجة وصول آثار القنابل الغازية للخيمة، مما دفعهم للخروج لمتابعة الأحداث، قبل أن يتجهوا بعدها لأداء صلاة الفجر فى مسجد عمر مكرم بعدما تأكدوا من هدوء الأوضاع نسبياً. الاستعدادات والتجهيزات الطبية داخل الميدان رافقت المعتصمين، فوجدت 3 مستشفيات ميدانية على مسافات متقاربة من بعضها بعيداً عن محيط الاشتباكات، الأولى بمدخل شارع طلعت حرب، والثانية بمدخل شارع التحرير، والثالثة وهى الأقرب من الاشتباكات فتوجد على الرصيف المجاور لشارع محمد محمود، واستقبلت حتى فجر السبت قرابة الـ400 حالة جراء اشتباكات الجمعة، ظهر فيها بكثافة «إصابات الخرطوش».
أما على خط النار بشارع قصر العينى، فكان للمتظاهرين وجهة نظر أن شعار «الشعب يريد إسقاط النظام» لن يتحقق الإ بكسر «هيمنة الداخلية» التى يستخدمها «مرسى» كذراع لقمع «الثورة»، حسب تعبيرهم.