مسيرات طلابية فى شوارع فلسطين: الحصة الأخيرة «انتفاضة»
مسيرات طلابية فى شوارع فلسطين: الحصة الأخيرة «انتفاضة»
![مسيرات طلابية فى الانتفاضة الثالثة بفلسطين](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/7989650041444511310.jpg)
مسيرات طلابية فى الانتفاضة الثالثة بفلسطين
انطلقوا من مدارسهم صوب الميادين، حاملين حقائبهم على ظهورهم، والأعلام واللافتات مرفوعة بسواعدهم الصغيرة، معلنين أن أطفال الحجارة أحياء يرزقون، ولن يكفوا عن الكفاح إلا بعد تحرير القدس من دنس اليهود. شارك أعداد غفيرة من طلاب المدارس فى المظاهرات التى اندلعت مساء الجمعة، فى الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، وحتى اللحظة، دون أن يهابوا رصاص العدو الذى أدى إلى إصابة المئات وسقوط بعض الشهداء، الأمر الذى ليس غريباً عليهم، بالنظر إلى الانتفاضات السابقة، ويراه البعض ربما يشكل وقود انتفاضة ثالثة لن تنتهى إلا بتحرير القدس. محمد بن سعيد، شاب فلسطينى يعيش فى غزة، ويعمل مع والده فى مطاحن الدقيق، يرى أن مشاركة طلاب المدارس دعم قوى للانتفاضة: «تربينا واحنا صغار على مقاومة المحتل، تلاقى الطالب بدل ما يروح المدرسة يروح يرمى الحجارة على اليهود، لأن الطفل الفلسطينى فى قرارة نفسه مقتنع أن هذا واجب ونداء للدفاع عن الوطن، زى ما التعليم واجب وسلاح لازم نواجه بيه المحتل».
«محمد» يأمل فى تصاعد الأوضاع، والتصدى بقوة فى وجه اليهود، الذين يقومون بأعمال استفزازية، ويخططون لتقسيم القدس: «ده مش هيحصل ولا هنسكت عليه لو آخر واحد منا استشهد». «الكل كره هذا الاحتلال البغيض، وتدنيس مقدساتنا الإسلامية والمسيحية، لذلك لا نستطيع أن نمنع أطفالنا أن يشاركوا إخوانهم فى مقاومة هذا الاحتلال»، قالها بركات الفرا، سفير فلسطين السابق فى القاهرة، واصفاً ما يحدث بـ«هبَّة جماهيرية عارمة». رغم ذلك، يدعو «الفرا» طلاب المدارس، خاصة فى مرحلتى الابتدائى والإعدادى، أن يظلوا فى مدارسهم، ويتركوا المظاهرات لشباب الثانوى والجامعات، حتى نحافظ عليهم، فإسرائيل لا ترحم طفلاً أو امرأة أو عجوزاً، وبالفعل قتلت أمس الأول طفلاً بدم بارد: «سيتم الرد على استمرار الاحتلال وتهويد القدس، واستباحة المسجد الأقصى المبارك، بهذه الهبّة التى تعد أقوى من الانتفاضات السابقة».