حجاج «القرعة»: إهمال فى مخيمات «منى».. وافترشنا الأرصفة
حجاج «القرعة»: إهمال فى مخيمات «منى».. وافترشنا الأرصفة
![استياء بين حجاج القرعة بسبب الإهمال فى خدمتهم خلال إقامتهم فى «منى»](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/19448752381443303823.jpg)
استياء بين حجاج القرعة بسبب الإهمال فى خدمتهم خلال إقامتهم فى «منى»
حالة من الاستياء الشديد انتابت الحجاج المصريين فى القرعة التابعة لوزارة الداخلية بسبب الإهمال فى خدمة الحجاج خلال فترة إقامتهم فى منطقة «منى»، وقال عدد من الحجاج عبر الهاتف من المشاعر المقدسة لـ«الوطن» إن كثيراً منهم افترشوا الشوارع والأرصفة بعدما فشلوا فى الحصول على إقامة بالمخيمات بسبب ضيق المساحات المخصصة لكل حاج، إضافة إلى نقص المياه وعدم توافر دورات المياه، ما دفع بعضهم إلى التشاجر والتناحر من أجل الحصول على أولوية دخول «دورات المياه» أو النوم داخل المخيم.
ضيق المساحات ونقص المياه والتشاجر على أولوية دخول «الحمامات» أبرز المشكلات التى واجهت الحجاج
وقالت هند رشاد أحمد، 44 عاماً، مدرسة، واحدة من الحجاج الذين لقوا معاناة خلال أداء مناسك الحج فى «منى»، إن «الأزمة لم تظهر إلا بعد انطلاقهم من عرفات إلى منى مروراً بالمزدلفة، حيث قطع أوتوبيس النقل الذى أقلّ الحجاج إلى منى 10 ساعات نتيجة الزحام الشديد، إضافة إلى حالة التكدس داخل مخيم الحجاج المصريين فى منى، مشيرة إلى أن عدداً من الحجاج ضلوا طريقهم من «عرفات» إلى «منى» بسبب تكدس الركاب داخل الأوتوبيسات وقلة عددها وازدحام الطرق، ما اضطرهم إلى افتراش الطرقات. وحول الخدمات داخل المخيم أوضحت «هند» أنه لا توجد مياه كافية ولا تكييفات فى ظل ارتفاع درجات الحرارة، إضافة إلى نقص دورات المياه، بحيث لا يوجد سوى دورة مياه واحدة للسيدات وأخرى للرجال يصطف أمامها طوابير بالمئات.
وأشارت إلى أن ضباط وزارة الداخلية عددهم قليل وعاجزون عن تلبية خدمات آلاف الحجاج وتوفير الراحة لهم، وتابعت: «المشكلة كلها فى المطوف اللى مش موفر لا مياه ولا تكييف ولا مساحة الناس تنام فيها، والمخيم أشبه بالسجن»، وأكملت أن «نوبات سكّر وحالات إعياء انتابت العديد من الحجاج فى ظل عدم وجود أطباء داخل المخيم وبُعد الحجر الصحى عن المخيم بمسافة كبيرة»، لافتة إلى أنها قضت وبعض زملائها يوماً ونصف يوم فقط فى «منى» وتركته عائدة إلى مكة.
وتقول نعمة محمد، 50 عاماً، من الجيزة، ومن الحجاج الذين عانوا فى رحلتهم إلى «منى» لرمى الجمرات، إن المخيم لا يصلح للبشر ولا الحيوانات، مشيرة إلى أن الرائحة الكريهة تخرج من الحمامات وتتسرب إلى داخل المخيم، وأن أحد الرجال طلب منها أن تصطحب سيدة عجوزاً لم تنم منذ 3 أيام ولم تجد من يرعاها، لافتة إلى أن الإهمال تسبب فى وفاة حالتين من مجموعتها، إحداهما تعرضت لنوبة «سكر» والأخرى لضربة شمس، قائلة: «الناس كانت بتعيط لأنها مش عارفة تدخل دورة المياه».
وتابعت «نعمة»: «طلبنا نروح مكة فالضباط قالوا لنا مفيش أوتوبيس، روحوا مكة فى عربيات خاصة»، وأضافت أنها وبعض الحجاج قطعوا 3 كيلومترات حتى وصلوا إلى منطقة «العزيزية» للركوب منها إلى مكة، وبعد أن استقلوا الأوتوبيس تعثر فى الطريق نتيجة الزحام فاستكملوا الطريق سيراً على الأقدام، حتى ركبوا سيارة خاصة حصلت منهم على 300 ريال ولم توصلهم إلى مكة واضطروا بعدها إلى السير على الأقدام مرة أخرى.