خبير مياه دولي:"قناة سلمان" تستغرق 50 عاما بتكلفة 500 مليار ريال سعودي
تعرف على الفوائد والمعوقات والتكلفة في مشروع "قناة سلمان"
الملك سلمان بن عبدالعزيز
"قناة سلمان".. اسم للقناة المائية المقترح تنفيذها لربط الخليج العربي ببحر العرب، وفقًا لدراسة أعلن عنها رئيس مركز "القرن العربي" للدراسات في الرياض سعد بن عمر، والذي أشار إلى أن هذا المشروع البحثي كان يطلق عليه اسم "قناة العرب"، لكن تم تغييره إلى "قناة سلمان"؛ تيمنا باسم خادم الحرمين الشريفين الذي يأمل أن يكتمل تنفيذ المشروع في عهده.
وأوضح "بن عمر"، أن الدراسة تعتمد على مسار رئيسي، ومسارين احتياطيين، فالقناة في الخطة الرئيسية تبدأ من الخليج العربي من الجزء التابع للمملكة متجهة إلى بحر العرب بطول 950 كم، وتفيد الدراسات الأولية بأن القناة يبلغ طولها الإجمالي 950 كم، وتمتد في الأراضي السعودية 630 كم، وفي الأراضي اليمنية 320 كم، ويبلغ عرض القناة 150 مترا، والعمق 25 مترا، والمسار الاحتياطي للقناة مع سلطنة عمان بديلا عن اليمن في حال عدم الاستقرار السياسي، مشيراً إلى أن التقديرات الأولية للتكلفة المادية للمشروع تصل إلى 80 مليار دولار لكامل القناة.
يقول الدكتور أحمد فوزي دياب، أستاذ المياه بمركز بحوث الصحراء وخبير المياه بالأمم المتحدة، معلقا على المشروع، إن "قناة سلمان" التي ستربط الخليج العربي ببحر العرب وفقًا للدراسة، لابد أنها ستقع في "منطقة الربع الخالي" والذي يتواجد في الجانب الجنوبي الشرقي للسعودية، مشيرا إلى أن تلك المنطقة بها عدد من المعوقات، وهي "أنه يتواجد بها كمية كبيرة من الكثبان الرملية المتحركة التي تؤدي إلى صعوبة إنشاء القناة المائية، لأنها تعوق قيام أي منشأ هندسي إلا بتكلفة باهظة لحماية هذا المنشأ من زحف الكثبان الرملية أو ردمه بها".
وأوضح دياب، في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، أن منطقة الربع الخالي تتميز بـعدد من المميزات منها: "وفرة المياه الجوفية التي تشكل مصدر للتنمية والرخاء للملكة السعودية، واحتوائها على كمية كبيرة من الخامات المعدنية وخاصة البترول، والتي يمكن أن تشكل واجهة حضارية لتنمية السعودية في المستقبل، كما تتميز منطقة الربع الخالي بمناطق منخفضة عن سطح البحر حيث إن أعلى ارتفاع في الأراضي السعودية هو 300 متر عن سطح البحر، في حين أن المناطق المتاخمة لها في عمان واليمن لا يقل الارتفاع عن 500 متر فوق سطح البحر وتتكون من صخور صلبة تتطلب جهد شاق لتنفيذ الأعمال بها".
دياب: من الأفضل تعديل مسار القناة لتكون في السعودية بعيداً عن اليمن وعمان
وأشار خبير المياه الدولي، إلى أنه من الأفضل أن تتم "قناة سلمان" بتغيير المسار بعيداً عن اليمن وعمان، قائلاً: "إذا تم تعديل المسار ليكون في الأراضي السعودية سيكون أفضل وأسهل، وذلك لفرق المناسيب في الارتفاع عن سطح البحر وقلة التكلفة مقارنة باختراق الأراضي اليمنية والعمانية".
دياب: الكثبان الرملية المتحركة والتكلفة الكبيرة للغاطس.. أبرز معوقات القناة
وأضاف الخبير المائي، أن من بين معوقات إنشاء القناة هي أن إقامة قناة بهذا الغاطس سوف يحتاج إلى تكاليف كبيرة منها تكاليف الحماية من الكثبان الرملية المتحركة، وتكاليف لاحتفاظ الغاطس بالمياه، وتكاليف تبطين القناة منعًا لتسرب المياه إلى باطن الأرض والحفاظ على المخزون الجوفي والبيئي في الربع الخالي.
وقال "دياب"، إن من بين النقاط الإيجابية للمشروع أنه إذا تم تنفيذ "قناة سلمان" في السعودية، فإنها سوف تصنع تنمية كبيرة جداً في الجزء الجنوبي في السعودية الغني بالمياه والنفط والثروات المعدنية، وهذا يعني دفعة قوية للاقتصاد السعودي والمناطق المجاورة لها من الدول العربية، كما توفر القناة عدة مشاريع منها إقامة الفنادق والمنتجعات السياحية على ضفافها، وإنشاء المزارع السمكية على جوانبها، إضافة لمشاريع الطاقة وتحلية المياه وبناء مدن سكنية متعددة، وهو ما أشارت إليه الدراسة.
خبير المياه الدولي: تصدير النفط عن طريق "أنبوب" أفضل من القناة الجديدة
وتابع خبير المياه الدولي: "فيما يتعلق بتصدير النفط عبر القناة الجديدة، من الأجدى أن يكون عن طريق "أنبوب" من دول الخليج وتخترق السعودية إلى أن تصل للبحر الأحمر، لأنها ستكون أقل تكلفة وأكثر أمانًا".
وأشار الخبير المائي، إلى أن تنفيذ مشروع القناة يحتاج إلى عدة دراسات أولية ودراسات تفصيلية تستغرق عدة سنوات، وتوقع أن تستغرق مراحل الدراسات الثلاث من 4 إلى 6 سنوات على الأقل، بينما تستغرق مراحل تنفيذ المشروع من 20 إلى 30 سنة لأن المسافة التي ذكرتها الدراسة كبيرة جداً، وهذه المدة إذا كانت هناك مجهودات كبيرة وسيولة مالية ضخمة لتنفيذه.
واختتم خبير المياه الدولي، أن تنفيذ المشروع إجماليًا سيستغرق من 40 إلى 50 سنة، وذلك حال توفر النواحي المالية لتنفيذه، وأن التكلفة الأولية للمشروع لاتقل عن 500 مليار ريال سعودي.