"الرباعية الدولية" لحل القضية الفلسطينية.. "اجتماعات بلا نتائج"
"الرباعية الدولية" لحل القضية الفلسطينية.. "اجتماعات بلا نتائج"
ممثل اللجنة الرباعيى "توني بلير"
السفير علي جاروش: دعوة "الرباعية الدولية" للدول العربية للإيقاع بهم في مشكلة لا حل لها
دعا بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة مصر والأردن والسعودية إلى المشاركة في اجتماع اللجنة الرباعية الدولية للشرق الأوسط، نهاية الشهر الحالي، بهدف إيجاد حل دبلوماسي للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث يلتقي وزراء خارجية الدول العربية الـ3 مع نظرائهم من روسيا والولايات المتحدة ووزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موجيريني.
وكانت اللجنة الرباعية أنشئت في 2002 مكونة من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وروسيا، مهمتها المساعدة في التوسط في مفاوضات السلام بالشرق الأوسط، ودعم التنمية الاقتصادية الفلسطينية، وبناء المؤسسات استعدادا لإقامة الدولة في نهاية المطاف.
وتجتمع اللجنة بانتظام على مستوى المسؤولين وتضم "أمين عام الأمم المتحدة، وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأمريكية، وزير خارجية روسيا، والممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية" والمبعوثين الخاصين للرباعية، ويتألف مكتب ممثل الرباعية من فريق من المستشارين مقرهم في القدس، ومكلفين بإعداد وتنفيذ أجندة التنمية لممثل اللجنة الرباعية.
وقال توني بلير، في افتتاحية الموقع الرسمي باللجنة الرباعية، "إن حلّ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أمر ضروري وحيوي، وإنني أؤمن بأن تسهيل التغيير على الأرض يشكل الأساس في إيجاد أفضل سياق للمفاوضات السياسية لكي تنجح، وإنني أعمل، جنبا إلى جنب مع فريقي من الخبراء، مع حكومة إسرائيل والسلطة الفلسطينية على دعم وترويج النمو الاقتصادي وبناء وتطوير المؤسسات بهدف تحسين حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة، وتوفير الأمن لكل من الإسرائيليين والفلسطينيين".
عُين تولى بلير في هذا المنصب في العام 2007، وشغل المنصب على مدار 8 أعوام قبل استقالته في مايو الماضي، مهمة تنفيذ أجندة للتنمية تماشيا مع تفويض اللجنة الرباعية وهي، تعزيز النمو الاقتصادي وخلق فرص عمل في الضفة الغربية وقطاع غزة، ودعم أجندة بناء المؤسسات التابعة للسلطة الفلسطينية، بهدف تشجيع التغير والتحول الاقتصادي على الأرض، ودعم العملية السياسية الرامية للتوصل إلى تسوية نهائية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة تعيش جنبا إلى جنب في سلام وأمن مع دولة إسرائيل.
على الرغم من أن دور اللجنة هو حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، إلا أن أعمالها على أرض الواقع تنموية أكثر منها دبلوماسية وسياسية، حيث ذكرت اللجنة، أنها عملت على تسهيل المشاريع الاقتصادية الكبيرة، والحصول على موافقة إسرائيلية لاستعمال الترددات الكهرومغناطيسية في 2009 للإطلاق التجاري لشركة الاتصالات الفلسطينية الثانية "الوطنية موبايل"، وتحسين الحركة والوصول، وتسهيل افتتاح معبر الجلمة في الجزء الشمالي من الضفة الغربية وإسرائيل، ما أدى إلى تمكين أعداد كبيرة من عرب إسرائيل لزيارة السلطة الفلسطينية، إلى جانب إعادة إعمار وفتح قطاع غزة، من خلال دعم التنفيذ السريع لمشروع معالجة مياه الصرف الصحي الطارئ في شمال غزة، ومشروع الشيخ عجلين ما بين 2008 - 2011 بقيمة ملايين الدولارات لمشاريع البنية التحتية؛ والتفاوض على تغيير نظام الإغلاق الإسرائيلي
وحول دعوة ممثلي 3 دول عربية، أكد السفير علي جاروش مدير الإدارة العربية بجامعة الدول العربية سابقا، أن هذه ليست المرة الأولى التي يدعون فيها دول عربية للمشاركة في اجتماعات اللجنة، وأنهم منذ بداية تشكيل اللجنة يعلمون تماما أن ليس أمامهم أفق لحل المشكلة الفلسطينية، لكنهم يدعون الدول العربية، حرصا منهم على إدخال بعض الدول العربية المؤثرة والنافذة لإيفاعهم والزج بهم في نفس المشكلة.
وأضاف جاروش في تصريح لـ"الوطن"، أن قضية الصراع العربي الإسرائيلي لا حل لها على الإطلاق في الوقت الحاضر، لأنها تعالج من قبل طرف في غاية القوة والشراسة، وطرف آخر في غاية الضغف وليس بمقدوره أن ينتزع حقه، وستظل المسألة قيد التداول في المحافل الدولية إلى أن تتغير موازين القوى.