بالصور| "الأقباط الكاثوليك" تدشن حوارا مجتمعيا بمشاركة 250 شابا
![بالصور|](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/374014_Large_20150725014103_12.jpg)
نظمت مطرانية الأقباط الكاثوليك للمرة الأولى في أسيوط، الحوار المجتمعي المسيحي الإسلامي، بمشاركة 250 شابا وفتاة مسيحية، تحقيقا لرؤية الكنيسة المعنونة بـ"دعوة للتعايش" برعاية الأنبا كيرلس وليم مطران الأقباط الكاثوليك.
وقال الأب بولا نعيم مدير البرنامج، إنه حاضر في اللقاءات التي استمرت طوال يوليو الجاري، القمص مرقس بطرس وكيل مطرانية الأقباط الكاثوليك، والشيخ سيد محمد عبدالعزيز من علماء الأزهر، والأمين العام لبيت العائلة المصرية، بينما شارك في المناقشة وأدار الحوار، الباحث ناجح سمعان محرر صحيفة حامل الرسالة الناطقة باسم الكنيسة الكاثوليكية، والباحث أحمد مصطفى علي مسؤول الإعلام التنموي لجنوب أسيوط بالهيئة العامة للاستعلامات.
وأوضح الأب بولا نعيم، أن البرنامج يهدف لتهيئة الشباب للحوار والانفتاح والمعرفة المتبادلة؛ دعما للحوار واحترام الآخر ومحاولة فهمه، وذلك عبر البحث عما هو مشترك لتفادي الصراعات، بصفة خاصة مع اعتماد البرنامج تقديم حلول لتساؤلات الشباب عن العلاقة بين الأديان الأخرى، ومعالجة تشويه الواقع وخطابات الكراهية والطائفية والتعصب الديني، والحث على دعم التعاون بين الشباب، لبث روح المودة والمحبة والاحترام، وهو ما حملته مبادئ الكنيسة الكاثوليكية في أن "الله يحبنا جميعا، ولا يفضل إنسانا على إنسان، فالكل في عينيه سواء، الله محبة، والله يعطي السلام".
ونوه إلى أنه بعد النجاح المبهر للقاءات في توضيح حقيقة الفكر الوسطي للإسلام والمسيحية، تعتزم مطرانية الأقباط الكاثوليك دعوة شباب وفتيات المسلمين، للحضور والمشاركة في البرنامج، لخلق نواة سلام مجتمعي يمكنها أن تعزز كسر حواجز العزلة والانغلاق، وسوء الفهم المتبادل بين أتباع الديانات السماوية، التي جميعا تشترك في حمل نفس القيم الإنسانية السامية، مشيدا بخطوات الرئيس وحسه الوطني نحو السعي لإذابة العزلة، عبر مشاركته في احتفالات القداس، ليضرب مثال نموذجي نحو الانفتاح ودعم أواصر وحدة الصف المصري، مؤكدا وحدة العرق والجذور المشتركة لأبناء الديانتين.
وقال القمص مرقس بطرس وكيل مطرانية الأقباط الكاثوليك، عن لقاءات المرحلة الأولى، التي استمرت على مدار الثلاث أسابيع الماضية، بمقر دار المناسبات التابع للكنيسة الكاثوليكية، أن المسلمين والمسيحيين يسيران تجاه هدف واحد وهو الوصول لله، بل واختيار كلاهما لطريق ديني جاء بالوراثة، ولهذا يجب أن نكسر العزلة التي ساهمت في خلق هواجس غير حقيقية لدى البعض عن الآخر، رغما عن الثوابت المشتركة بين المسيحية والإسلام، والخطر الواحد المشترك الذي يعيشه أبناء الوطن.
وكشف الشيخ سيد عبدالعزيز، جهود بيت العائلة المصري، نحو مواجهة الانفصال بين الطلاب المسلمين والمسيحيين داخل المدارس، جراء فعل التربية الأسرية الخاطئة التي تكرس للتعصب، إلى جانب تبني الأزهر والأوقاف إصلاح الخطاب الديني، مشددا على أنه لن يمر أكثر من 4 سنوات حتى تصير جميع المنابر منارات للفكر الإسلامي الوسطي الصحيح، وسيتم إزالة خطباء العنف ممن جاءوا كنتيجة لإضعاف نظام مبارك للأزهر والأوقاف، والذي نجم عنه أئمة يجهلون حقيقة الدين وتعاليمه ويخالفون أبسط قواعده في نشر السلام، وذلك جراء الاختيار العشوائي لغير المتحققين علميا بعد إضعاف تعليم الأزهر، بل وإجبارهم على اعتلاء المنابر عبر أمر التكليف، وهو ما انتهى الآن وللأبد، في ظل التدقيق في اختيار علماء دين للمساجد، يعملون على رسالة الإسلام في السلوك المناهض للكراهية، بل وأيضا الرشوة والفساد لأن السلوك هو جوهر العقائد السماوية.
وأشار الباحث ناجح سمعان محرر صحيفة الكنيسة الكاثوليكية، إلى أن اللقاءات ساهمت في استيعاب الشباب لثراء التنوع والاختلاف الموافق لإرادة الله نحو نشر الخير في الأرض، وفي ذلك الحوار والمناقشة مع بعض الشباب المسيحي، ممن صادف تجارب عنيفة وعبر عنها بمصداقية في رغبة صادقة لفهم حقيقة التطرف والإقصاء لدى البعض، وهو ما ساهم الشيخ سيد عبدالعزيز بسماحته ليكشف عن مخالفتها لتعاليم القرآن وآياته الداعية للتسامح وحب البشر على اختلافهم، وهي ذات رسالة الإنجيل وتوصيات المسيح، التي تناولها القمص مرقس ليكشف عن نقاط التلاقي في نشر السلام والمحبة بين البشر على اختلاف دياناتهم السماوية وغير السماوية.
بينما طالب الباحث أحمد مصطفى علي مسؤول الإعلام التنموي بهيئة الاستعلامات، باستثمار نجاح التجربة في انتقال مظلة الحوار المجتمعي الإسلامي المسيحي للمدارس والجامعات، وقصور وبيوت الثقافة ومراكز الشباب، في القرى والمدن والعشوائيات، لما لها من تأثير بالغ الخطورة في إزالة سوء الفهم الناتج عن الجهل بالآخر لدى كلا الطرفين المسيحي والإسلامي، مشيدا بمساحة الحرية غير المحدودة، التي أتاحتها الكنيسة للشباب المسيحي ،لانتقاد دور الأزهر والكنيسة معا، وذلك عبر عشرات الأسئلة التي ساهمت في إزالة اللبس وسوء الفهم خصوصا مع ظاهرة "داعش" الإرهابي، وعمده لقتل المسيحيين العزل باسم الإسلام.