خبراء:خطط تأمين الجنود في مناطق النزاع مرنة..والإرهاب يعتمد على الخداع
لم تتوقف العمليات الإرهابية عند حد استهداف الأماكن الحيوية والأجهزة الأمنية، بل امتدت لتطال الجنود وأفراد الأمن خارج بدلتهم العسكرية وذلك عن طريق زرع العبوات المفخخة تارة وإطلاق الأعيرة النارية عليهم تارة أخرى، ما يؤدي بدوره إلى سقوط العديد من الضحايا من الجنود الذين لا يقترفون ذنبا سوى رغبتهم في إجازات يقضونها مع أهلهم، وتبقى عملية تأمين الجنود وأفراد الأمن ملفًا لابد من وضعه في الاعتبار أمام الأجهزة الأمنية.
واستطلعت "الوطن"، آراء خبراء إستراتيجيين حول كيفية تأمين الجنود في المناطق الخطرة، حيث قال اللواء جمال ذكري مساعد وزير الداخلية الأسبق، إن عملية تأمين الجنود خاصة في أماكن النزعات والاضطرابات الأمنية تتم وفق خطط سرية ومتغيرة لا يتم الإفصاح عنها، ويتم وضعها حسب ظروف المكان وطبيعته.
وأضاف ذكري، في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، أن خطط التأمين تتسم بالمرونة رغم صرامتها، حيث من الممكن تغييرها في لحظات، مؤكدًا أن الحل الوحيد لتأمين الجنود والمدنيين هو القضاء على الإرهاب واقتلاع جذوره.
من جانبه، يؤكد رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق اللواء نصر سالم، أن تأمين الجنود من الأشياء التي تحذى باهتمام خاص من القيادات الأمنية حيث تتم وفقًا لخطط أمنية وخطوات محددة مع اختلاف طبيعة الخطة وسير التحرك، حيث تتحرك سيارات نقل الجنود مؤمنة بسيارات مسلحة وأفراد مسلحين تحسبًا لحدوث حالات اعتداء من قبل الإرهابيين والعناصر الخارجة عن القانون.
وأشار سالم، إلى أن أكثر المشكلات التي تتعرض لأمن الجنود هي العبوات الناسفة التي يتم زرعها على خط سيرهم ويتم تفجيرها عن بعد كما سبق وأن تكرر من قبل خاصة في طريق العريش القنطرة، فضلًا عن استخدام العناصر الإرهابية عمليات الخداع والإخفاء، الأمر الذي يسهل اختراق عمليات التأمين في ظل ارتفاع تكاليف نقل الجنود في سيارات مدرعة مصطحبة بسيارات تشويش تمنع تفجير العبوات الناسفة عن بعد باستخدام شرائح المحمول.
وفي سياق متصل، يضيف الخبير الأمني العميد خالد عكاشة، أن عمليات تأمين الجنود تتم بإخطارات مسبقة يسبقها رصد كامل للمخاطر ودراسة للمكان وظروفه الجغرافية وخط السير وذلك لاختيار آليات التأمين الأفضل لتحركات الأفراد.
وأكد عكاشة، أن عمليات التأمين التي تتم وفقًا لخطط سرية للغاية تطورت بشكل كبير عقب عمليات الاستهداف التي يتعرض لها الجنود والضباط على يد العناصر الإرهابية.