"حارة اليهود"في إعلام تل أبيب: المواقع الإسرائيلية تنقل من صحف الإخوان
"حارة اليهود"في إعلام تل أبيب: المواقع الإسرائيلية تنقل من صحف الإخوان
منه شلبي
عاصفة إعلامية كبيرة نتجت عن مسلسل "حارة اليهود" الذي بدأ عرضه أول رمضان الحالي، ولم تكن تلك العاصفة على المستوى المحلي فقط بسبب محتوى المسلسل، ولكن تناولتها الصحف الإسرائيلية باهتمام بالغ، معتبرة إياه وتعيين سفير مصري جديد في تل أبيب، تقارب بين الدولة المصرية، ودولة الاحتلال، معتمدة على ذلك على المصادر الإخوانية المهاجمة للسلطات والمجتمع المصري في العديد من وسائل الإعلام، منذ أن أطاح الشعب بجماعة الإخوان من الحكم في ثورة 30 يونيو، حيث نقل موقع «ميدل نيوز» الإسرائيلي، أن المحللين في العالم العربي يرون أن تعيين السفير الجديد لمصر في إسرائيل، وبث المسلسل الدرامي "حارة اليهود" في شهر رمضان مؤشرات لعلاقة جديدة بين القاهرة وتل أبيب، مشيرًا إلى أن هناك الكثير من الانتقادات على هذا.
وأضاف الموقع الإسرائيلي، أن الكثير من المحللين في العالم العربي متفقين على أنه منذ ثورة 30 يونيو، والتي وصفها الموقع بـ«الانقلاب»، بدأ تطور إيجابي في العلاقات بين مصر وإسرائيل، وخاصة في مجال التنسيق الأمني، وتبادل المعلومات الاستخباراتية، مؤكدًا أن إسرائيل تحب أن تتحدث عن ذلك التطور كثيرًا، أما مصر تريد أن تصمت.
واستشهد ميدل نيوز على تطور العلاقات بين الطرفين بتعيين الرئيس عبدالفتاح السيسي السفير حازم خيرت سفيرًا لمصر في تل أبيب بدلًا من السفير عاطف سالم والذي عاد إلى القاهرة 2012 احتجاجًا على عملية عامود السحاب التي شنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة، ناقلًا أن المحللين يؤكدون أن تعيين السفير مولد لعلاقات بين الطرفين.
وحرص الموقع الإسرائيلي على نقل التحليلات من الصحف «الإخوانية»، حيث نقل عن قناة الجزيرة، أن صالح النعامي، المحلل المتخصص في الشأن الإسرائيلي، قال إنها خطوة في إطار تطور العلاقات بين القاهرة وتل أبيب، مهاجمًا مصر قائلًا: «في الوقت الذي تزيد فيه المقاطعة الدولية على إسرائيل، الدولة العربية الكبيرة جديًا تكسر تلك المقاطعة»، وتابع الموقع الإسرائيلي قائلًا إن النعيمي أكد على أن إسرائيل تبذل قصارى جهدها للحفاظ ولتطوير العلاقات مع جارتها.
كما نقل عن طلال عقيل المحلل الفلسطيني، الذي صرح لأحد المواقع المحسوبة على الإخوان بأن تعيين خيرت سفيرًا في إسرائيل يعكس مستوى التعاون السياسي غير المسبوق بين إسرائيل ومصر، كما نقلت عن الدكتور حسن نافعة، أن العلاقات المصرية الإسرائيلية تطورت، وأن العملية العسكرية الأخيرة، العام الماضي، على غزة لم تؤثر بالسلب على العلاقات، فيما يرى أن تعيين خيرت إجراء روتيني.
وتحت عنوان جانبي "تقارب نفسي"، نقل الموقع عن "الجزيرة" ما زعمته بـ"التطبيع" بين مصر وإسرائيل، مستشهدة بـ«حارة اليهود»، الذي يتضمن قصة حب بين ضابط مسلم وفتاة يهودية، مضيفًا أنه على الرغم من أن مؤلف المسلسل "مدحت العدل" بأن المسلسل ضد الصهيونية والعنصرية الإسرائيلية، إلا أن سياسيين ومحللين في العالم العربي يوضحون أن المسلسل يتزامن مع السياسات المؤيدة لإسرائيل.
وتحت عنوان: «في رمضان: علاقة غرامية بين ضابط مسلم وشابة يهودية ستسحر الصائمين» تناول موقع «المصدر» الإسرائيلي المسلسل، قائلًا إن المسلسل بعد تأجيل لعامين يعرض الآن على القنوات الفضائية، والذي يتناول قصة حب بين ضابط مصري مسلم وحبيبته اليهودية في الخمسينيات، واصفًا أن قصة الحب هذه لا تُصدق، ولكنه يتناول كذلك المضامين الاجتماعية بين اليهود والمسلمين المصريين في تلك الفترة، لافتًا إلى أن منظمات يهودية في الولايات المتحدة وأوروبا أثنت على منتجي المسلسل وعلى الرقيب المصري الرئيسي الذي وافق على بث محتويات مثيرة للجدل من هذا النوع.
كما تناولت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تحت عنوان: «اليهود قادمون: مسلسل جديد يبهر العالم العربي»، الحلقة الأولى من «حارة اليهود»، والتي بدأت بصافرات في القاهرة عام 1948 وهروب المواطنين من الحي باتجاه الكنيس اليهودي في القاهرة، اليهود إلى جانب المسيحيين والمسلمين يدعون كل على طريقته بألا تصيبهم القذائف، مشيرة إلى أن المسلسل تعرضه العديد من القنوات في الوطن العربي.
وتابعت الصحيفة الإسرائيلية، أن «حارة اليهود» يظهر اليهود بشكل إيجابي بعد أن أظهرهم بشكل سئ عام 2012 في مسلسل ناجي عطالله بطولة الفنان «عادل إمام»، ومسلسل «فارس بلا جواد» عام 2002 والذي استند على بروتوكولات حكماء صهيون والذي تسبب في عاصفة بإسرائيل. وتناول الموقع انتقاد رئيس الطائفة اليهودية في مصر ماجدة هارون للمسلسل، حيث كتبت على حسابها بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، إن هناك 5 ملاحظات على المسلسل الذي يتناول حياة «يهود مصر»، الأولى، هي أن «البيمة» أي المنبر داخل المعبد اليهودي خلال مشهد الغارة، لم تكن الأسفار موجودة عليه، أما الثانية، فهي أن مداخل العمارات لم تكن بهذا الاتساع والفخامة في حارة اليهود.
وعن الملحوظة الثالثة، قالت إن الثلاجات الكهربائية لم تكن متاحة للجميع وقتها، وبالأحرى في حارة اليهود، والرابعة، أن الملابس ربما كانت قصيرة في هذا الوقت، لكنها لم تكن كما جاء في المسلسل، حيث وصلت «فتحة الفستان حتى الفخذ»، أما عن الملاحظة الخامسة والأخيرة، فقالت: «اليهود الشيوعيين لم يلعبوا بمخ الشباب لتحويلهم لصهاينة»، مشيرة إلى أنها ستبدي رأيها خلال عدة ملاحظات أخرى، مضيفة «البقية تأتي».