أستاذ علوم سياسية: الموقف الداخلي في «تل أبيب» مؤيد للعمليات العسكرية.. و«نتنياهو» الرابح الوحيد من استمرارها (حوار)
الدكتور طارق فهمي
قال الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية فى جامعة القاهرة، إن التحرك المصرى للتهدئة فى قطاع غزة مسئول ومهم جداً، إذ لا يوجد وسيط قوى مثل «القاهرة» فى هذه القضية منذ اليوم الأول.. وإلى نص الحوار:
ما تحليلك للموقف الإسرائيلى الحالى؟
- الموقف الإسرائيلى مراوغ، ما يعنى أن دولة الاحتلال لا تزال قادرة على العودة إلى مفاوضات القاهرة، وفى نفس الوقت ماضية فى العملية العسكرية بصورة أو بأخرى، كما أرى أن ما يحدث فى رفح يعد عملية عسكرية نوعية وهى عمليات تكتيكية بدأت بالمنطقة الشرقية، واستهداف الأحياء السكنية بها للوجود على المعبر من الجانب الفلسطينى وبالتالى كسب جزء من المعادلة بالضغط المباشر على حماس خلال المفاوضات، وفى تقديرى الشخصى أن كل ذلك يعد مراوغات للقبول بحالة التهدئة بشروط إسرائيلية وسيقبل بها بالفعل كمرحلة أولى كما سينفذها.
متى ستقبل إسرائيل بالهدنة فى رأيك؟
- أظن أن الأمر مرتبط بتوقف العمليات العسكرية، لكى يفسح المجال أمام الدخول فى مفاوضات التهدئة فى ظل هذا الوضع الضاغط على حماس.
حدثنا عن الموقف الإسرائيلى الداخلى فيما يخص التهدئة؟
- لا شك أن الموقف الداخلى مؤيد للعمليات العسكرية، فالجمهور متطرف يريد من حكومته وعلى رأسها رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو أن يكمل ما بدأه فى قطاع غزة، خاصة أنه الرابح مما يجرى من استمرار العمليات العسكرية.
ما توقعاتك للمرحلة المقبلة؟
- ما يحدث على كافة الأصعدة سواء فى الجانب الفلسطينى أو الإسرائيلى وبالطبع الجهود المصرية وكل هذه التحركات والرسائل أمر مهم يبنى عليه مستقبل الأزمة القريب والبعيد وتكون له حساباته وتقديراته، وفى تقديرى الكرة الآن فى ملعب الطرفين، لا أريد أن أقول إن حماس وافقت متأخرة بعد أن بدأت العملية العسكرية وهذا نتيجة لسوء تقديرها للموقف، ولكن بطبيعة الحال وافقت وبالتالى الأمر أصبح أقرب للتحقق، إذ أصبح على الوسيط الأمريكى أن يضغط على إسرائيل فى هذا الإطار.
حدثنا عن جهود الوساطة المصرية.
- مصر تحاول بكل الطرق حفظ كل الأوراق للفلسطينيين، وأعتقد أن تحركها مسئول ومهم جداً، إذ لا يوجد وسيط قوى مثل مصر فى هذه القضية منذ اليوم الأول، وهو ما يتجلى يوماً بعد يوم، والآن نرى المقترح المصرى متصدراً المشهد والعالم يدعمه فالأنظار تتجه إلى القاهرة باعتبارها هى من رتبت ونشطت وحفزت كل هذه الأمور، وبالتالى لا شك أن دولة الاحتلال تقع تحت ضغوطات كلها تدعم الموقف المصرى والجهود المصرية، والقاهرة كعادتها تقدم خياراتها وحلولها.