خبراء عن "اتحاد قبائل سيناء": حمل السلاح "مرفوض"
رأى خبراء عسكريون، ضرورة التفكير بـ"عقلانية شديدة" في ما يتعلق باتحاد بعض القبائل في سيناء لمواجهة تنظيم "أنصار بيت المقدس" الإرهابي، وأن يقتصر عمل القبائل في المناطق الحدودية على المساعدة في الكشف عن أسماء وأماكن الإرهابيين الذين يختبئون في هذه المناطق.
بداية، قال اللواء نبيل أبوالنجا، الخبير الاستراتيجي والعسكري ومؤسس فرقة 999 بالقوات المسلحة، إنه لا بد من التفكير بعقلانية شديدة حتى لا تتحول تلك الاتحادات بين القبائل إلى حرب أهلية مثل ما حدث في ليبيا وسوريا، مشددًا على أن الدولة متمثلة في الأجهزة الأمنية والعسكرية هي المعنية بمواجهة "أنصار بيت المقدس" فحسب، لافتًا إلى أن الدولة هي الوحيدة القادرة على التعامل مع تلك العصابات بطريقة مباشرة.
وأضاف "أبوالنجا"، في تصريحات خاصة لـ"الوطن"، أن فكرة حمل القبائل للسلاح لمواجهة الإرهاب مرفوضة تمامًا وغير منطقية، ولن يكون هناك ضابط ورابط لهذه العملية، مؤكدًا أن وظيفة تلك القبائل الأساسية تتمثل في حماية الحدود من الإرهاب، ولا تسمح باختباء أي إرهابي داخل هذه المناطق، وهذه عملية سهلة بالنسبة إليهم لمعرفتهم الشديدة ببعضهم البعض.
وتابع: "ميزة تلك القبائل أن لا أحد يجرؤ على الدخول في أي قبيلة دون الاستئذان من شيخ القبيلة، ولكل شيخ قانون يحكم قبيلته به، وهذا القانون يُطبق أكثر من قانون الدولة وإذا رجعت تلك القوانين من جديد للقبائل سيصعب على أي إرهابي دخول الحدود المصرية".
"تعاون القبائل مع الجيش والشرطة أمر مهم للغاية، بحسب اللواء حسام سويلم، الخبير الاستراتيجي، الذي يرى في ذلك أمر حيوي للمنظومة الأمنية في ما يتعلق بالمعلومات وتسهيل مهمة الجيش والشرطة.
وأضاف "سويلم" لـ"الوطن"، أن غياب هذا التعاون في السابق كان له أثر سلبي خطير على هذه القبائل، وشجع الكثير من الإرهابيين على التوغل بينهم بل وقتل شيوخ القبائل، ما أدى إلى حاله من الانفلات الأمني في سيناء بسبب عدم وجود اتحاد قبائل في السابق.
وتابع: "هدف القبائل هو تصحيح المسار بسبب ما فعله (أنصار بيت المقدس)، وأعتبرها انتفاضة كبيرة لتلك القبائل وانضمامها للجيش عمل أكثر من رائع لكي يكشفوا لهم الأنفاق وأماكن البؤر الإجرامية، ولكي يحرسوا أيضًا الطرق التي تتمركز بها الكمائن الأمنية، ولكي يرشدوهم على أماكن المتفجرات"، مؤكدًا أن أكبر دليل على حسن نواياه تلك القبائل أنهم طالبوا المشاركة بعدد من الأفراد مع قوات الجيش والشرطة للقضاء على "أنصار بيت المقدس" وعمل تعبئة عامة لمواجهتهم.
وقال العميد عادل العمدة، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، إن اتحاد هذه القبائل بسيناء هدفها الأساسي مساعدة الجيش والشرطة بطريقتهم الخاصة والتي تتمثل في إمداد المعلومات عن الأحداث، أو ضبط شخص غريب يشتبه به والسيطرة على المناطق الحدودية، لأن المجتمع القبلي مغلق للغاية، وإذا سيطروا عليه بشكل محكم سيتم القضاء على "بيت المقدس" والإرهاب في سيناء بشكل عام.
وأضاف الخبير العسكري: "ليس المقصود بمكافحة الإرهاب واتحاد القبائل مع بعضها أن يكون حمل للسلاح، فهذا خطأ شديد فالمقصود من هذا مواجهة الإرهاب، ولكن بطريقة خاصة وآمنة تتفق عليها القبائل الحدودية، إلى جانب قيام تلك القبائل بنشر أسماء الأفراد المواليين لـ(بيت المقدس)".
كانت "الوطن"، كشفت في عددها الصادر اليوم عن تفاصيل ما يُسمى بـ"اتحاد قبائل سيناء"، الذي يهدف إلى القضاء على تنظيم "أنصار بيت المقدس" الإرهابي.