مياه الهرم المقطوعة تعود لكن بشرط: "اللون أسود".. والشركة: "المهم جات"
![مياه الهرم المقطوعة تعود لكن بشرط:](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/345599_Large_20150503071920_15.jpg)
صدمة أنهت فرحتها سريعًا، فبعد انقطاع المياه لفترة طويلة، سمعت صوت قطرات تتساقط من الصنبور، فهرعت لتجد المياه بدأت تجري، لكن بعد ثوانٍ قُبض قلبها بدلًا من أن يطير فرحًا، "المية لونها أسود.. إزاي نشرب أو ناكل بالمية دي؟!"، أغلقت الصنبور كأن الماء لم تأت بعد، واتجهت إلى هاتفها الأرضي لتبلغ شركة المياه، "إلحقونا.. المية ملوثة"، استنجاد تبعه خيبة أمل، برد الشركة: "مش المهم إنها جات وخلاص".
دعاء مصطفى، ربة منزل، اعتادت شراء زجاجات مياه معدنية، ليس للشرب فقط، لكن أيضًا لطهي الأطعمة وإنهاء الأعمال المنزلية، بسبب يقينها بغياب المياه عن منطقة المريوطية بالهرم معظم الأيام، لم تفوت فرصة عودة المياه إلى بيتها، "المياه بتيجي ساعتين في اليوم وفيه أوقات بتقطع بالأيام بدون سابق إنذار"، سعادتها بمجيء المياه هذه المرة لم تكتمل بعد، "مش قادرة أصدق إن الناس هتشرب المية بشكلها ده، لولا وجود فلتر مكنتش اكتشفت الكارثة دي".
قرار مقاطعة المياه التي جاءت تحمل الموت بدلًا من الحياة، زاد عليها صدمة جديدة بعد علمها بخبر تسرب كميات من مادة الفوسفات إلى مياه النيل، "شوية المياه مقطوعة، ولما تيجي لونها غامق، ودلوقت كارثة جديدة بغرق ناقلة الفوسفات"، السيدة العشرينية التي تعيش في مناطق المريوطية، ضاقت من كثرة الشكوى دون طائل، بقولها: "المفروض الدولة تهتم بمورد هام مثل المياه، خاصة في المناطق النائية أو العشوائية أو معدومة المرافق"، مضيفة: "المية بمنظرها ده أكيد هتبقى مسبب رئيسي لأمراض الكبد، وممكن تكون سبب للسرطانات في المستقبل وأمراض أخرى".
العميد محسن الصيرفي، المتحدث باسم الشركة القابضة لمياه الشرب والصرف الصحي، قال إن منطقة الهرم تعاني من قلة ضخ المياه لذا يتم التعامل مع الأزمة بطريقة النوبات، لتغطية معظم الخطوط بصورة مثالية وضمان توزيع عادل للمياه، "مش معقول تجيلنا شكاوى بتلوث المياه، ونسكت عليها"، مؤكدًا أن الشركة تتفاعل مع الشكاوى التي ترد إليها فورًا، عبر الاتصال على الخط الساخن رقم "125"، وفي حالات الإبلاغ عن تلوث، يتم إرسال المعمل لإجراء معاينة عاجلة وحل الأزمة.