ماجي أنور.. بنت من المنصورة تصطحب "سيدة الشاشة" إلى مهرجان "كان"
مسيرة إبداع على سجادة الحمراء، يرافقها وميض كاميرات، يسجل مشهدًا تاريخيًا للذكرى، وضجيج وتصفيق حضور كدليل إعجاب بالعرض الفني، وعلامة جودة لمنتج مقدم، حلم يراوض صناع "الفن السابع" حول العالم، فجميعهم يحلم برحلة جوية إلى "كان" الفرنسية، للمشاركة في أكبر عرس فني حول العالم تُوجت فيه "الفاتنة" في حياتها، وسجَّلت كاميرا فتاة مصرية اللحظات الأخيرة فيها، لتبعث برسالة حب أمام العالم بعد الرحيل.
"ماجي أنور"، مخرجة شابة حلمت ككثيرين من زملاء مهنتها بلقاء "سيدة الشاشة العربية"، والحصول منها على كلمات بسيطة تقدمها في مهرجان سينمائي اعتادت أن تنظمه بالمنصورة، فيتحول اللقاء العابر إلى علاقة ابنة بأمها، "فاتن حمامة كانت شخصية رائعة تتمتع بفكر وثقافة عالية، وكانت تكن كل حب للفن والبلد ملقتهومش في أي حد تاني قابلته".[SecondImage]
"المخرجة الشابة" ربطتها بـ"سيدة الشاشة"، علاقة من نوع خاص، ففي منزل "سيدة الشاشة العربية" كان للفتاة العشرينية صولات وجولات، كانت تسمح لها بمساحة كبيرة من المناقشة، ولم تبخل عليها يومًا بالإدلاء بالنصيحة على جميع المستويات، "كانت دايمًا عندها رغبة إنها تعرف كل حاجة بعملها، وتشجعني وتديني نصايح عمري ما هنساها، لدرجة إني حسيت إنها الأجمل والأقرب في حياتي على الإطلاق".
"أشكركم على الحضور، فأنا افتقدكم كثيرًا، وأمتن كثيرًا لحضوركم مهرجان المنصورة السينمائي"، جزء من رسالة فاتن حمامة الأخيرة لجمهورها، الذي حضر ذلك المهرجان، والذي كانت تجهز له "ماجي" قبل رحيل "سيدة الشاشة"، وسجَّلت رسالتها لتفتتح بها المهرجان، "كنت بحاول من خلال المهرجان ده إني أضيف شيء جيد بالمنصورة عشان كنت مؤمنة أن فيها كتير من المواهب اللي محتاجة فرصة، عشان كده فكرت إني أعمل مهرجان سينمائي أعرض فيه المواهب دي، وبدأنا من سنة 2010".[ThirdImage]
"الرحيل" أتى قبل موعد بدء فعاليات المهرجان، فأبت المخرجة الشابة أن تترك حلمها وقررت تسمية المهرجان بـ"فاتن حمامة"، وفاءً لروحها، ولم تكتفِ بتغيير عنوان مهرجانها الأول بل قررت أن ترد الجميل لها بإخراج فيلم "الفاتنة"، لتواصل رحلتها في عالم الإخراج بفيلم تسجيلي قصير قامت بإنتاجه وإخراجه في وقت قصير جدًا نظرًا للرحيل المفاجئ الذي تزامن مع بداية فعاليات المهرجان، "أنا كنت بتمنى إني أعمل فيلم تسجيلي معها عن مشوارها الفني واللي مرت بيه، لكن وفاتها ماخلتنيش أحقق الحلم ده".
مفاجأة مذهلة كانت في انتظار "ابنة المنصورة" عقب إخراج الفيلم، فلم تكن تتوقع أن فيلمها سيكون أول عمل مصري يتم ترشيحه لمهرجان "كان" ضمن فئة الأفلام القصيرة، "رحلة الفيلم لـ(كان) بدأت باقتراح من الناقد السينمائي صلاح سرميني، اللي شجعني على المشاركة بالعمل، وتابع كل الخطوات عشان أشارك في المهرجان، وهو أول اللي بشروني بإن الفيلم إتقبل".
"الفاتنة"، شارك فيها عدد كبير من نجوم الفن وفاءً لفاتن حمامة، "كل اللي طلبت منهم التصوير، رحَّبوا بالعمل، وعلى رأسهم الفنان سامح الصريطي اللي كان له فضل كبير في إنجاز الفيلم، والفنان هشام سليم الشخص الراقي، والفنانة يسرا، ونيللي، وجميل راتب، وسمير صبري، ومحمود ياسين".
"ماجي أنور" تؤمن بأن الإخراج مجال ليس للرجال فقط، رافضة الحديث عن فكرة وجود مخرجات قلائل بالوسط الفني: "معرفش غير نفسي، ومقدرش أحكم على غيري، أنا بحب فكرة إني أبني عالم كامل متكامل في خيالي، وأحوله لحقيقة على أرض الواقع كل الناس تشوفها، ومعتقدش إن ده حاجة الستات والبنات مايعرفوش يعملوها".