مملكة الصعيد | هالة المصرى المدونة المتهمة بـ«تكدير السلم العام»: الكبار مع شفيق.. والشباب مع صباحى
الثورة بالنسبة إلى المدونة والناشطة هالة المصرى كانت «طوق نجاة»، خاصة بعد المضايقات التى تعرضت لها على أيدى ضباط أمن الدولة فى عهد الرئيس السابق مبارك، بداية من اتهامها بـ«تكدير السلم العام» ونشر أخبار كاذبة، مرورا بمنعها من السفر وفصلها من وظيفتها فى ديوان عام المحافظة، بسبب مدونتها «أقباط بلا حدود».
قامت الثورة فظنت أن حقوقها أصبحت مصونة مثل بقية المصريين المنتهكة حقوقهم، إلى أن أُلقى القبض على ابنها فى ميدان التحرير بعد مرور شهر من الثورة. فى البداية تشككت، وقالت «أمر عادى»، إلا أن الأنباء التى جاءتها وكانت تفيد بمصرع 27 مسيحياً أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون، جعلتها تقسم ألا تبيع دم الشهداء وألا تمنح صوتها أى مرشح كان ينتمى من قريب أو بعيد إلى نظام مبارك.
أقسمت هالة المصرى بذلك، حتى وجدت ضالتها -حسب قولها- فى المرشح حمدين صباحى، معلنة تأييدها إياه، فهو بالنسبة إليها سوف «يحقق مطالب الثورة، ولن يخدعها كما خدعها الإسلاميون»، على حد قولها، فى إشارة إلى جماعة الإخوان.
انزعجت « هالة» بشدة بعدما رأت الكنيسة فى قنا ترحب بالمرشح أحمد شفيق أحد الفلول، فى الوقت الذى ظلت فيه صورة مينا دانيال تداعب عينيها فى النوم واليقظة، فكان تفسيرها أن الخوف من الإسلاميين كان سبباً لدفع أعداد كبيرة من الأقباط إلى إعلان دعمهم شفيق، متناسين دماء إخوانهم الشهداء، إلا أن حضور الكهنة الجدد من الشباب مؤتمر صباحى الانتخابى «أثلج صدرها».
«هالة» ترى أن «الكنيسة مثل بقية المجتمع الذى نعيش فيه؛ نصفه لجيل ما قبل الثورة المتمسك بأفكاره القديمة ولا يرغب فى التغيير، وإن أراد فسيجد صعوبات، وهو الأمر الذى دفع كبار وقدامى الكهنة إلى اختيار شفيق. بينما النصف الثانى هو شباب الثورة الذين يجدون حلمهم فى حمدين صباحى هروباً من المرشح الإسلامى الذى يفسر تعاليم الإسلام وفقا لأهوائه».
وأخيرا تؤكد: «أنا لست ضد الدين الإسلامى، وأتمنى تطبيقه بالشكل الصحيح كما كان فى عهد عمرو بن العاص، ولكنى ضد الدولة الإسلامية التى يريد أن يقيمها البعض وفقا لأهوائهم».