"علاج الفقراء على البطاقة الذكية".. لما "التموين" تطلع الأول
"العلاج على البطاقة".. لفت الخبر انتباه الرجل، وابتسم ساخرًا، وترك الجريدة التي طالع فيها النبأ جانبًا، وبنبرة يأس قال: "هو الواحد عارف يطلع بطاقة التموين لما يطلع بطاقة علاج".
اليأس سيطر على كامل خضر الأربعيني لمدة 3 سنوات لاستخراج بطاقة تموين، وهو يطالع خبر بدء استخراج البطاقات الصحية الذكية والعمل بها؛ الخدمة الجديدة التي أعلنت الحكومة تفعيلها وتطبيقها في 4 محافظات، كان من بينها سوهاج، وسخر قائلًا: "ده بالنسبة لي من رابع المستحيلات، مش لما اعرف اطلع بطاقة تموين الأول؟".
منذ وفاة والده لم يتغير حاله، لازال مدرجًا على بطاقة تموين الاسرة، قبل أن يقرر الانفصال عنها واستخراج بطاقة له ولأسرته وابنائه الثلاثة، سيرًا على خطى أشقائه، فيقول "خضر"، "أخواتي طلعوا بطايق تموين وهما مش محتاجين وبحاول استخراجها ليا ولأولادي"، مضيفًا أنه سبق وتقدم لمكتب تموين منية السيرج في شبرا وأرسل تلغرافًا عبر البريد لكنه لم يتمكن من صرفها حتى الآن، وفق قوله "ماليش تأمين صحي وأنا راجل أرزقي علي باب الله لما الواحد بيتعب بياخد اسبرينه يخف".
برنامج يستهدف علاج المواطنين مجانًا بدأ بالقرى الأكثر فقرًا، بحسب الدكتورة هالة ماسخ، مدير برنامج الرعاية الصحية لغير القادرين، "المشروع يقدم الخدمات الطبية بالوحدات الصحية ومستشفيات الوزارة مجاناً"، مشيرة إلى أن الاشتراك يكون من خلال إرسال الرقم القومي على رسالة لرقم 4431، "يتوجه لأقرب وحدة صحية ويقدم بطاقة التموين وبطاقة الرقم القومي ويفتح له ملف ولأسرته"، مضيفة أن المشروع بدأ تطبيقه منذ يناير الماضي في محافظتي أسوان والأقصر وسيتم تطبيقه في شهر مايو المقبل بمحافظة سوهاج وقنا، متابعة أنه مع انتهاء شهر يونيو 2016 سيستفيد منه جميع المحافظات، "بالفعل تم علاج أكثر من 4 آلاف مريض عن طريق الكارت الذكي".