دبحته والسكين أهو
كعادته توجه «أمير» يوم الاثنين الماضى، إلى شقته بمنطقة بولاق الدكرور، عقب انتهاء يومه الدراسى.. دخل الشقة وتوجه إلى غرفته وفتح جهاز لاب توب، وبدأ يتصفح فى المواقع الإخبارية ومواقع التواصل الاجتماعى، وأثناء ذلك شاهد صفحة لشخص يعلن عليها مواعيد لدروس دينية، تذكر «أمير» آنذاك «جمال»، الشيخ جمال، ذلك الشخص الذى تعرف عليه منذ 3 سنوات وادعى له أنه المهدى المنتظر وأفسد حياته.
«أمير» ترك جهاز الكمبيوتر وتوجه إلى مطبخ الشقة، واستل سكيناً، وتوجه إلى مكتب الشيخ جمال، ودخل عليه مكتبه.. وعندما سأله العاملون عن سبب دخوله المكتب.. رد عليهم: «عايزه فى حاجة شخصية».. طرق «أمير» الباب ودخل المكتب وبمجرد مشاهدته للشيخ «جمال» أخرج السكين من ملابسه وطعن المجنى عليه فى رقبته ثم سدد له عدة طعنات، وحاول تقطيعه بالسكين إن أن العاملين هجموا عليه وحاولوا الإمساك به. هددهم وقال لهم: «الشيخ جمال راجل كداب، الشيخ جمال أفسد القرآن، الشيخ جمال دمر مستقبلى».
تمكن من الهرب، بعد أن ترك حذاءه الملطخ بالدماء فى مسرح الجريمة وتوجه إلى قسم الشرطة وسلم نفسه للمقدم هانى الحسينى رئيس مباحث بولاق الدكرور، واعترف بقتل المجنى عليه وسلم له السلاح.[FirstQuote]
ضباط المباحث اقتادوا المتهم إلى مسرح الجريمة لمعرفة مدى صحة الواقعة.. جلس المتهم بجوار المقدم هانى الحسينى رئيس المباحث داخل سيارة شرطة بوكس وأثناء سيرهما، أخرج له سيجارة وبعد أن أشعلها المتهم بدأ يشرح تفاصيل علاقته بالشيخ «جمال» دجال بولاق الدكرور، التى بدأت بالدروس فى الدين والفقه وانتهت بقتل الدجال وتقطيع جثته.
وقال المتهم: «أنا من أسرة متوسطة الحال ولدى 3 إخوات ووالدى موظف كبير وأنا عندى 20 سنة، وطالب فى كلية تجارة جامعة القاهرة»، وأضاف أنه تعرف على المجنى عليه «جمال. م. ح» 63 سنة، موظف بالمعاش، منذ 3 سنوات عندما شاهد صفحته على موقع التواصل الاجتماعى فيس بوك واعتقد أنه شيخ، وكان المتهم آنذاك بدأ فى التدين وإطلاق لحيته فأراد أن يتعرف شخصياً على صاحب الصفحة ويصبح من مريديه، وبالفعل تواصل معه وتوجه إليه والتقى به أكثر من مرة وفى كل لقاء كان يفاجأ به يخبره بأقاويل غريبة منها أنه «المهدى المنتظر».
وشرح المتهم تفاصيل الواقعة بأنه عقب الانتهاء من دراسته يوم الاثنين الماضى توجه إلى منزله، وعقب مشاهدته صفحة على الفيس بوك مشابهة لصفحة المجنى عليه، دون أن يشعر توجه إلى المطبخ واستل سكيناً وذهب إلى منزل القتيل وذبحه، ويبتسم للمقدم هانى الحسينى قائلاً: «أيوه أنا اللى قتلت الشيخ جمال.. أنا اللى قتلت (المهدى المنتظر).. أنا أقمت الحد على الشيخ جمال وماعرفش إديته كام طعنة».. يصل المتهم إلى مكان الجريمة ويعترف مرة أخرى ويتعرف عليه العاملون وأسرة المجنى عليه، وعقب شرحه تفاصيل الواقعة ومشاهدة حذائه فى مسرح الجريمة، تم تحرير محضر بالواقعة، وأمر اللواء محمود فاروق مدير الإدارة العامة للمباحث بإخطار المستشار ياسر التلاوى المحامى العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، وتم اقتياد المتهم فى حراسة أمنية مشددة أشرف عليها اللواء جرير مصطفى مدير المباحث الجنائية إلى سرايا النيابة.
ومثل المتهم أمام نيابة حوادث جنوب الجيزة برئاسة أسامة حنفى مدير نيابة الحوادث، وأحمد حلمى وكيل أول النيابة، وكشفت التحقيقات والمعاينة أن المتهم قام بشق بطن الدجال بالطول، ثم قام بذبحه وسدد عدة طعنات فى أنحاء جسده، فضلاً عن تشويه وجهه بالسكين وعندها شعر مَن خارج الغرفة بوجود أصوات غريبة فى غرفته وباستطلاعهم الأمر، تبين سقوطه غارقاً فى دمائه وبجواره المتهم حاملاً السكين الذى فر هارباً ثم توجه لقسم الشرطة وسلم نفسه.[SecondQuote]
وأضاف المتهم، خلال تحقيقات باشرها معه أحمد حلمى مدير نيابة حوادث جنوب الجيزة، أنه لم يلتق لفترة طويلة بالمجنى عليه حتى جاء يوم الجريمة خطط لقتله بسبب ما سمعه منه من كلام غريب، وقرر إقامة حد القتل عليه فأعد سكيناً كبيراً طوله قرابة 40 سم وتوجه إلى منزله وفور دخوله غرفته أخرج السكين وشق بطنه من أعلى لأسفل ثم ذبحه من رقبته وكاد أن يفصلها عن جسده ثم مزق قدميه وكاد أن يقطعهما أيضاً، ولم يكتف بذلك بل قام بتشويه وجهه وذقنه بالسكين.