صوت آيات القرآن داخل بيوت الأهالى عقب دفن "الأبنودى" فى قرية الضبعية
أقيم أمس الأربعاء عزاء الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى، الذى وافته المنية عن عمر يناهز 76 عاماً، بسرادق عزاء تم إنشاؤه تحت إشراف القوات المسلحة فى مجمع الدوحة الإسلامى بمدينة الإسماعيلية.. وحضر إلى السرادق المذيعة نهال كمال، أرملة الراحل، فى تمام الثالثة والنصف عصراً. وبدأ العزاء فى الرابعة من مساء أمس مع وجود قوات تأمين من قوات الشرطة العسكرية والمدنية للمنطقة المحيطة بسرادق العزاء، كما قامت إدارة مرور الإسماعيلية بتنظيم حركة المرور بالطريق الدائرى بالإسماعيلية المواجه للسرادق.
وحضرت العزاء فى دقائقه الأولى الفنانة نادية لطفى والفنان محمد ثروت. وقالت نادية لطفى، فى تصريح خاص لـ«الوطن»، إنها فقدت صديق عمرها، وإنها كانت تحبه كثيراً، وإن مصر فقدت واحداً من أعز أبنائها.
كما حضر إلى السرادق عدد من قيادات الجيش الثانى الميدانى لتقديم العزاء فى الفقيد، واستقبلتهم فى السرادق زوجة الراحل نهال كمال، حيث أكد لها أحد الضباط أن الفقيد كان غالياً جداً على الوطن.. وقدمت لهم أرملة الأبنودى الشكر، وقالت: «هذا يليق بمكانة الشاعر الكبير، وكما قال الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية إن عبدالرحمن الأبنودى ابن مصر»، وشكرتهم على السرادق وحسن التنظيم.[SecondImage]
وتلا القرآن الكريم فى سرادق العزاء الشيخ محمد محروس القارئ بالإذاعة والتليفزيون، وشهد العزاء حالة من الهدوء فى ساعاته الأولى. ومن الجدير بالذكر أن رجال القوات المسلحة شاركوا فى نصب سرادق العزاء للشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى، وسط وجود كثيف من رجال الأمن.
من ناحية أخرى، مشهد يعمه الصمت أمام منزل «الأبنودى» بقرية الضبعية بمحافظة الإسماعيلية، الجميع فى المقابر من أجل دفن جثته، وهنا من بقى من الأهالى ظلوا جالسين أمام منازلهم، يحيط بهم الحزن، وصوت آيات القرآن الكريم فى كل منزل، بينما يجلس هانى سيد، أحد جيرانه فى المنزل، من أجل حراسته حتى يعود أقاربه.
يقول هانى سيد، الذى كان يعتبر «الأبنودى» أخاً أكبر له، إنه كان رجلاً متواضعاً، وكان يحب كل الناس، فكان يتسم بالبساطة فى الحديث، فيتجمع الجيران والأصدقاء بجواره فى منزله ويجلسون على الأرض معاً، ويتحدث معهم فى كل شىء، أو يلقى عليهم أجزاء من شعره.
ويوضح «هانى» أن جثته وصلت ما بين صلاتى المغرب والعشاء، وتجمع الأهالى هنا أمام البيت، حتى انتهى غسل الجثة، وانتقلوا إلى المقابر، فى مشهد لم نرَه من قبل، ما يدل على حب الناس له، الذين عاشروه على مدار 30 عاماً، منذ أن اشترى هذه الأرض وأقام بيته، الذى لم يتركه حتى وفاته.
وأضاف «هانى» أنه حزين لفراق «الأبنودى»، قائلاً: «الواحد فينا فقد أخوه وصديقه، اللى كان بيرتاح فى إنه يقعد معاه، ويتبسط بالجلوس معه»، مردفاً أن الصفات البسيطة التى كان يتسم بها «الأبنودى» كانت تجعله مقرباً من الناس ومحبباً لهم. بعد مرور الوقت، بدأت السيارات فى العودة مرة أخرى إلى القرية، الجميع فى حالة صمت، ومنهم من ظل يدعو إلى الشاعر الراحل بالرحمة والمغفرة. ويقول حسن محمد، أحد الشباب الموجودين فى القرية، إن «الأبنودى» كان يعاملهم معاملة الأب، فكان يحترم الصغير والكبير على حد سواء، ويلقى عليهم السلام فى تواضع واحترام.