"حرق الكتب".. "جريمة" عبر الأزمان ومشروعة لدي "التربية والتعليم"
"حرق الكتب".. مشهد ارتبط بجماعات العنف والتطرف على مدار التاريخ، بداية من إشعال النيران في مكتبة "دار الحكمة" على يد المغول، مرورًا بحرق كتب ابن رشد على يد خصومه، وصولًا إلى "محارق داعش" التي طالت كل شيء.
لكن الواقعة اليوم بدت مختلفة، حيث جاءت على أنغام "النشيد الوطني"، وتوسطت "فناء مدرسي"، وجرى التبرير لها تحت شعار "محاربة الإرهاب" وليس "محاربة الكفر"، الشعار الذي لم ينجح في "تجميل المشهد"، وبم يمنع إثارة غضب العديد من المثقفين ورجال الفكر.
"جريمة بكل المقايس، ينبغي أنم يحاسب عليها كل من اقترفها أو شارك فيها"، قال الشاعر سيد حجاب، لـ"الوطن"، منتقدًا حرق عشرات الكتب وسط فناء مدرسة فضل الحديثة بالهرم، بحضور ممثلين عن وزارة التربية والتعليم، وأثناء اليوم الدراسي.
"هذا المشهد المتطرف، يذكرنا باللذين أحرقوا مكتبة الإسكندرية، والذين دمروا بيت الحكمة، والذين أشعلوا النار في كتب ابن رشد، وكل الفاشيين الذين الا يجدون إلا النار للتعامل مع الآخر"، "حجاب" رفض ما أوضحته بثينة كشك، وكيل التربية والتعليم بالجيزة، بأن الكتب التي أحرقت تشمل على أفكار متطرفة تحض على الإرهاب، قائلًا: "حتى لو كان ذلك صحيحًا، فالفكر لا يواجه إلا بالفكر، والنصوص التي تحض على الإرهاب يتم الرد عليها وكشفها للناس، دون حرق يأتي بكل أسف من المفترض أنهم تربويون ومسؤولن عن تنوير العقل وتحرير الفكر".
وقال في غضب: "من بين تلك الكتب، كتاب الحكم وأًول الدين، للشيخ علي عبدالرازق، الذي يرد على مزاعم الخلافة ويفضح الإسلام السياسي.. فكيف يحرقوه بدعوى أنه يحض على الإرهاب".
الدكتور يوسف زيدان، الروائي والمتخصص في التراث والخطوطات، اعتبر أن المشهد يحض على العنف وليست تلك الكتب التي لم يقرأها الذين أمروا بالحرق، حسب قوله، مضيفًا عبر صفحته على موقع "فيس بوك" أمس: "من العجيب قيام معتوهين يتعهّدون أطفالنا بالمدارس على الملأ، بإحراق كتبٍ أُرجّح أنهم لم يقرأوا فيها صفحةً واحدة، لظنهم أنهم بذلك يواجهون ما يسميه الإعلامُ عندنا، التطرف والإرهاب".