تحدى ظروف معيشته وبحث عن فكرة تُناسب أوضاعه، ليكسر قيودًا عدة، وساعدته مواقع التواصل الاجتماعي على نشر أعماله في مصر، هكذا تعلم «زهير العلي»، سوري الجنسية، مهنة جديدة، وهى صنع السلاسل يدويًا بـ«الإيبوكسي» وهى مادة سائلة، بعد أن كان يعمل في خياطة المفروشات، وابتعد عنها لأسبابٍ صحية.
من خياطة المفروشات إلى السلاسل اليدوية
صناعة السلاسل يدويًا تستهوي «زهير» البالغ من العمر 36 عامًا، أحد أبناء منطقة الحسكة بسوريا، والحاصل على الشهادة الإعدادية، يروي لـ«الوطن» قصته، إذ بدأ في مشروعه الصغير من منزله منذ 3 سنوات، واستطاع بالبحث ورؤية كثير من الفيديوهات التعرف على مادة «الإيبوكسي»، التي يمكن استخدامها في مجالاتٍ عدة مثل الإكسسوارات والتحف والأرضيات وغيرها، لتجذب انتباهه بعد تركه لعمله في خياطة المفروشات، نتيجة تعرضه لآلام في العمود الفقري.
وخطى الرجل الثلاثيني نحو صنع أول قطعة له من «الإيبوكسي»، ليتلقى على إثرها التشجيع والإشادات من قبل الأهل وبعضٍا من أصدقائه: «كان نفسي أفتح محل آلي، ولكن الإمكانيات والأمر صعب لظروفي، عشان كده خطر ببالي فكرة عرض أعمالي اليدوية على صفحات النت بسوريا، وحتى إذا لم أنل الدعم الكافي، يكفى النشر ليستفيد غيري، ولو بالتغذية البصرية لجمال القطع».
أدوات «زهير» في الأعمال اليدوية
شرع الشاب السوري، في صنع أشكالًا عدة من «الإيبوكسي»، مستعينًا بالورد الطبيعي والخشب، لإخراج قطع مجسمة مثل مجسم القلب مُغلفًا بمادة الإيبوكسي وبداخله الورد وغيرها من المجسمات، التي يمكن اقتنائها أو ارتدائها على العنق كإكسسوار نسائي، وكذلك الخواتم الخشبية مع الإيبوكسي، ويعد المنشار اليدوي وكذلك المبرد والمشرط وورق الصنفرة ومواد التلميع، هي الأدوات الرئيسية التي يستعين بها في عمله بجانب الإيبوكسي والورد.
وسعي «زهير» المستمر للكسب الحلال ظل في ذهنه: «هدفي أكفي نفسي وأهلي بمال حلال وبتعبي، وأشجع غيري على العمل والسعي، وأترك أثر طيب للجميع بأعمالي الفنية، وأكون أصدقاء وأهل من مختلف البلدان»، لذا دفعه شغفه وحبه لفنون التشكيلية إلى رسم لوحاتٍ تنتمي للمدرسة الواقعية، ولكن الثوابت الدينية المتعلقة برسم الأشخاص جعلته يكُف عن ذلك، ولم يستطع المواظبة على الرسم بأنواعه الآخرى لأسباب مالية وقلة الدعم حتى، وإن كانت لا تتعارض مع الدين: «على رأي البعض عنا بسوريا الرسم إلينا ما بيطعم خبز».
شعلة إبداع «زهير» لا تنطفئ
ولا تنطفئ شرارة الإبداع لدى ابن سوريا الشقيقة، إذ اكتشف هواية أخرى يمتلكها وهي النحت بجانب الأعمال اليدوية بـ«الإيبوكسي»، لينحت خاتمًا صغيرًا على سن القلم الرصاص بمهارة، متمنيًا وصول أعماله خارج سوريا في المستقبل القريب: «لكن بحتاج إلى رأس مال ضخم بخلاف صعوبة النقل، وغيرها من الصعوبات التي تواجهني في العمل، فضلًا عن الوصول للجمهور المهتم بهذه الأعمال».
تعليقات الفيسبوك