من "بحر البقر" لـ"الجرف الصامد".. استهداف الأطفال "عقيدة إسرائيلية"
![من](https://watanimg.elwatannews.com/old_news_images/large/217850_Large_20140408114117_11.jpg)
بدم "بارد" يستعد الطيار المقاتل الإسرائيلي للصعود إلى طائرته "الفانتوم" المجهزة جيدًا بقذائفها المدمرة، للإقلاع بها من القواعد الإسرائيلية، قاصدًا مدرسة "بحر البقر" في إحدى قرى الشرقية.. كانت تحلم بأن تصبح دكتورة، أو مهندسة، أو حتى قدوة بمعلمتها، تلك الطفلة التي حرصت على الاستيقاظ في الصباح الباكر للحاق بالطابور للقاء زميلاتها في الدراسة، ليصل الطيار الإسرائيلي ملقيًا قذائفه عليهم لتختلط دماؤهم الساخنة بالكتب الدراسة التي حمولها سعيًا للعلم.
واستهدفت المجزرة التي نفذتها طائرات جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح 8 أبريل 1970، مدرسة قرية "بحر البقر"، ليسقط 30 طفلًا، ويصاب 50 آخرين، إلى جانب تدمير مبنى المدرسة.
"كلاكيت تاني مرة".. لم يكن الطيار الإسرائيلي الذي نفَّذ قصفه الجوي على "بحر البقر" حالة شاذة، ولكنها عادة لجيش الاحتلال أثبتها خلال حروبه، وخاصة الحروب الثلاث على قطاع غزة، الرصاص المصبوب، وعامود السحاب، والجرف الصامد، والتي لم تخلُ من استهداف الأطفال، حيث شنَّ الطيران الإسرائيلي هجومًا جويًا، وقصفًا بحريًا وبريًا على القطاع المحاصر، لم يفرق وقتها بين شيخ أو امرأة أو مدني، حيث راح 2147 شهيدًا 81% منهم مدنيون.
مجزرة "حي الشجاعية" كانت آخر مجازر جيش الاحتلال الإسرائيلي، أثناء عدوان "الجرف الصامد" على قطاع غزة، حيث دكَّت صواريخ الجو الإسرائيلي الحي على أصحابه، ليقع 74 شهيدًا، لتصبح هي المجزرة التي شهدت أكبر استهداف للأطفال على مر "الجرف الصامد"، فضلًا عن استهداف عائلات بأكملها داخل البيوت.