"سعف النخيل" "قلب وصليب وتاج".. وإكليل للمجاهدين
حد السعف
يُغزِّل صانعو «السعف» أغصان النخيل والزيتون وسنابل القمح، ويجدلونها بسلاسة المحترفين على شكل «ضفائر»، كطفلة مستسلمة لأيدى والدتها وهى تمشط شعرها وتضفر خصلاته.
يجسلون أمام الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، منذ الأربعاء لكسب الرزق الذى ينتظرونه فى ذلك الموسم كل عام، حيث يتوافد الأقباط على الكنيسة للاحتفال بـ«أحد الشعانين» المعروف بـ«أحد السعف»، وسط أجواء من البهجة، وهو الأحد السابع من الصوم الكبير، والأحد الأخير أيضاً الذى يسبق «عيد القيامة» أو «الفصح»، حيث يبدأ أسبوع الآلام الذى ينتهى بالاحتفال بـ«العيد» رحلة صنع «السعف»، تبدأ بحسب رواية ميخائيل فوزى، أحد صانعيه، من الصعيد الذى يوجد به النخيل، ثم يجرى تقطيعه لغرض «الجدل والغزل والنسج» على شكل سنابل، ثم تضفيره على أشكال كثيرة حسب الطلب، منها على أشكال «قلب وصليب وتاج، جمل وخاتم وقرنفل»، وتختلف أسعارها لتبدأ من 3 جنيهات حتى 10 جنيهات.
«ميخائيل» يوضح أن «السعف بيتعمل فى وقته»، خوفاً من أن يذبل أو يجف إذا تعرض لأشعة الشمس مدة طويلة، ويصنعه العاملون أمام «الكاتدرائية» ويبيعونه فى اللحظة ذاتها، وأضاف «جورج فوزى» الذى يمتهن تلك الحرفة منذ 20 عاماً لحبه فى صُنع أشكال السعف، أن مدة عمل «السعف»، تتراوح بين نصف ساعة إلى الساعة حسب الشكل المطلوب.
ويوضح أن صنعه لا يحتاج إلى أى مواد صناعية لصنع الأكاليل التى يستخدمها الأقباط فى الاحتفاظ بـ«أحد الشعانين» لأن صناعة «سعف النخل» الذى يشير إلى الظفر والإكليل الذى يهبه الله للمجاهدين المنتصرين، يكون عملاً يدوياً بالكامل، وعقب الانتهاء من الشكل المطلوب تتساوى الأحرف وتُقص الزيادات دون استعمال آلات أخرى.
تمتلئ الكنائس فى يوم «أحد السعف» بأغصان الزيتون وسعف النخيل، احتفالاً بذكرى دخول السيد المسيح مدينة القدس، واستقبال أهل أورشليم له بأغصان الزيتون وسعف النخيل عند دخوله المدينة، صارخين بقولهم «هوشعنا لابن داود مبارك الآتى باسم الرب هوشعنا فى الأعالى»، حسب الكتاب المقدس بإنجيل متى.