وزير مالية اليونان يزور واشنطن للبحث عن داعمين جدد لتسديد ديون بلاده
أعلنت أثينا أن وزير ماليتها يانيس فاروفاكيس سيزور واشنطن، في أوج مفاوضات شاقة مع شركائها في الاتحاد الأوروبي، قبل أيام من زيارة رئيس الوزراء ألكسيس تسيبراس إلى موسكو.
ويلتقي فاروفاكيس اليوم في واشنطن، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستينا لاجارد، كما يجتمع غدًا مع مسؤولين في وزارة الخزانة الأمريكية، بينهم ناتان شيتس مساعد الوزير المكلف للشؤون الدولية، ويلتقي كارولين أتكينسون مستشارة الرئيس باراك أوباما للشؤون الاقتصادية الدولية.
وأوضح متحدث باسم فاروفاكيس، لوكالة "فرانس برس"، أن الأخير يرغب في مشاركة صندوق النقد الدولي في سير المفاوضات الجارية مع الاتحاد، ومن الطبيعي عرض الإصلاحات التي تنوي إجراؤها على الولايات المتحدة، المساهم الأول في الصندوق.
وتنتظر اليونان من الاتحاد الأوروبي، دفع شريحة أخيرة من مساعدة بقيمة 7.2 مليار يورو في إطار خطط مساعدة بقيمة 240 مليار يورو منحتها أوروبا وصندوق النقد الدولي منذ 2010.
وستعرض الحكومة اليسارية الراديكالية الجديدة، بحلول نهاية أبريل على مجموعة اليورو، قائمة إصلاحات مقنعة بما يكفي للحصول على ما تبقى من المساعدة، أما صندوق النقد الدولي، فعليه تسديد دفعات لليونان حتى عام 2016.
وغالبا ما يبدو صندوق النقد الدولي، أكثر تفهما من بعض الدائنين الأوروبيين مثل ألمانيا، وتؤكد الحكومة الأمريكية في كل مناسبة على الدور الثمين الذي تلعبه اليونان في تعزيز التوازن في شرق أوروبا.
وتسري شائعة منذ 3 أسابيع بأن اليونان لن تتمكن من تسديد دفعتها المقبلة بقيمة 460 مليون يورو لصندوق النقد الدولي.
وما غذى ذلك رسالة مثيرة للقلق وجهها رئيس الوزراء ألكسيس تسيبراس، إلى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في 15 مارس، يحذر فيها من أنه في حال عدم الإسراع في دفع المال المنتظر من الاتحاد الأوروبي، فإن اليونان قد لا تفي بسداد دفعاتها المقبلة.
وعدم السداد قد يكون له عواقب يصعب حسبانها، ويغذي المخاوف هروب رؤوس الأموال الذي لوحظ مؤخرا في المصارف اليونانية (25 مليار في ديسمبر إلى فبراير)، فيما تراجع مداخيل الضرائب في صناديق الدولة.
وتوقع بعض خبراء الاقتصاد، وضع منظومة مراقبة مشددة على رؤوس الأموال اليونانية خلال عطلة نهاية الأسبوع لمناسبة عيد الفصح الأرثوذكسي الأسبوع المقبل، كما حدث قبل سنتين في قبرص.
وفي نهاية هذا الأسبوع، احتل مقال لصحيفة "تليجراف" البريطانية، يعلن عودة "الدراخما" وعدم سداد دفعة مستحقة في التاسع من الشهر الصدارة في شبكات التواصل الاجتماعي، لكن الحكومة أكدت أن هذا الاستحقاق سيتم تسديده.
ثم سيتعين على اليونان إيجاد نحو 13 مليار يورو، قبل حلول نهاية أغسطس المقبل، لتسديد مبالغ مستحقة لصندوق النقد الدولي والبنك المركزي الأوروبي بشكل خاص، مع تجديد سندات الخزينة لـ6 و3 أشهر وتشغيل عجلات الدولة.
ودعا رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولتز، في معرض رده على سؤال لصحيفة "هانوفرشي الغيماينة تسايتونج" الألمانية، تسيبراس إلى عدم إغضاب شركائه الأوروبيين، بالمجازفة بكسر وحدة الاتحاد الأوروبي تجاه روسيا، بينما تضع لائحة الإصلاحات التي أعدتها اليونان، وزيارة تسيبراس الأخيرة إلى برلين.
وفي حديث إلى "راينيشي بوست"، أكد وزير الاقتصاد الألماني سيغمار غابرييل، التقليل من المجازفة الاستراتيجية، وقال: "لا يمكنني تصور أن أحدا في أثينا مستعد لإدارة ظهره لأوروبا ليرتمي في أحضان روسيا".