بعد كارثة فيضان درنة في ليبيا.. هل تهدد شيخوخة السدود دولا أخرى؟
فيضان درنة ليبيا
في الأيام الأخيرة، سُلط الضوء على انهيار سدين نتيجة فيضان درنة في ليبيا، الذي حدث بسبب هطول أمطار غزيرة بسبب العاصفة «دانيال»، مما أسفر عن وفاة الآلاف وتدمير الممتلكات، ويحذر تقرير صادر عن مجلة «ساينتفيك أمريكان» من أن العديد من السدود حول العالم تواجه خطرًا لا يقل عن ما حدث في ليبيا، وتشمل ذلك دولًا كبرى مثل الولايات المتحدة والصين، بحسب ما ذكرته صحيفة «واشنطن بوست».
فيضان درنة ليبيا
ووفقًا لتقرير صادر عن المجلة العلمية الأمريكية بعد فيضان درنة في ليبيا، تمّ تأكّيد أن «حجم الكارثة في درنة كان هائلاً، ومع ذلك، فإن أسبابها الأساسية ليست فريدة من نوعها، وتتكرر ظروف مماثلة في العديد من الأماكن الأخرى حول العالم».
وبعد فيضان درنة في ليبيا وانهيار السد، دعا الخبراء إلى التعامل مع مشكلة شيخوخة السدود في العالم، حيث بناء معظم السدود الكبيرة في العالم بين عامي 1950 و1985، بعد الحرب العالمية الثانية، ووفقًا لدوميندا بيريرا، مهندس مدني وباحث في تقييم المخاطر في معهد جامعة الأمم المتحدة للمياه والبيئة والصحة، وهي منظمة بحثية تابعة للمنظمة الدولية.
وأوضح «بيريرا» أنَّ السدود، مثل جميع الهياكل التي يصنعها الإنسان، لها عمر محدود وتتدهور مع مرور الوقت، وتحتاج إلى صيانة، وأشار إلى أن العمر الآمن المعقول للسدود يبلغ حوالي 50 عامًا.
الأمم المتحدة: العديد من السدود خطيرة
ولكن وفقًا لتقييم أجرته الأمم المتحدة في عام 2021 لأكثر من 50 ألف سد كبير حول العالم، وشارك في إعداده «بيريرا»، تبين أن عددًا كبيرًا من السدود في العديد من البلدان تجاوزت عمرها 50 عامًا في المتوسط، وهي تتعرض بشكل متزايد لخطر الانهيار.
ويوضح تقرير الأمم المتحدة لعام 2021 أنَّ هناك العديد من السدود التي تعتبر خطيرة، وأحد الأمثلة المذكورة هو سد مولابيريار في ولاية كيرالا بالهند، الذي يبلغ عمره أكثر من 125 عامًا ويظهر عليه علامات واضحة للأضرار.
ويقع هذا السد في منطقة معروفة بالتوترات السياسية وتعرض لـ زلازل، وفي حالة انهيار هذا السد، سيتأثر 3.5 مليون شخص، ومع ذلك، لم يتم تنفيذ الإصلاحات اللازمة حتى الآن.
المهندسون كانوا على داريه بنقاط الضعف التي تعاني منها سدود درنة
وفي ليبيا أيضًا، كان المهندسون يدركون نقاط الضعف التي تعاني منها سدود درنة، وحذرت دراسة نُشرت في العام الماضي من أن المنطقة معرضة بوضوح لمخاطر الفيضانات، ومؤكدًا أنه يجب اتخاذ إجراءات فورية للصيانة الدورية للسدود الحالية، لأنه في حالة حدوث فيضان كبير، ستكون النتيجة كارثية على سكان الوادي والمدينة.
واستنادًا إلى تقارير ودراسات سابقة، في عام 1998، حدثت تشققات أولية في السددين اللذين انهارا في درنة، ولم يتمّ إصلاحها، وتحت ضغط الأمطار الغزيرة المصاحبة للعاصفة دانيال، انهار السد الأول، سد أبو منصور، الذي يبلغ سعته 22.5 مليون متر مكعب، مما تسبب في تدفق أنهار من المياه واجتياح سد البلاد، وهو بسعة 1.5 مليون متر مكعب، والذي يقع على بعد كيلومتر واحد فقط من المدينة الساحلية، ونظرًا لقرب السد من المدينة تقلصت فرص توزيع المياه قبل وصولها إلى المدينة، مما تسبب في اجتياح درنة بالسيول العنيفة.