«مقارئ ودروس دينية».. أطفال يقضون أوقاتهم في حفظ القرآن وقراءة قصص الأنبياء
![أطفال يقضون الإجازة في حفظ القرآن](https://watanimg.elwatannews.com/image_archive/840x473/13315230981691089892.jpg)
أطفال يقضون الإجازة في حفظ القرآن
أجواء روحانية وإنسانية ملأت أرجاء أحد مساجد حدائق أكتوبر، إذ اجتمع البنات والصبية فى حلقة دائرية حول أحد علماء الأزهر الشريف، يستمعون فى صمت وانبهار عن معجزات القرآن الكريم، التى حرص معلمو المسجد على توصيلها للأطفال بطريقة مُبسطة تتوافق مع عقولهم الصغيرة.. وتنوعت أنشطة تلك الحلقات ما بين الحفظ والتجويد والتفسير، فضلاً عن دروس الفقه وتعاليم الإسلام السمحة، وفقاً لما رواه الشيخ محمد أبوالسعود إمام المسجد، لـ«الوطن»، فبعد انتهاء صلاة العصر، يستعد مجموعة من الأطفال، تتراوح أعمارهم من 6 لـ15 عاماً، لحفظ القرآن، وقراءة قصص الأنبياء، والسيرة النبوية: «أهالى الأطفال حريصون على استغلال إجازة أولادهم فى تعليم وحفظ القرآن الكريم، باعتباره أهم مصدر بيساهم فى تهذيب أخلاقهم وتعاملهم مع الناس».
وبجانب هذا يحرص إمام المسجد على تعليم الأطفال مجموعة من المهارات والخبرات المهمة، كتشجيعهم على القراءة، إذ يقوم كل طفل منهم بعد انتهاء درس القرآن الكريم، بقراءة قصة من قصص الأنبياء التى تتوافر بمكتبة المسجد، ويحدث تفاعل بين جميع الأطفال حول أبرز الدروس المستفادة، ثم يتم توزيع الهدايا والحلوى على أكثر المتفاعلين منهم كنوع من التشجيع: «التفاعل بيثبت المعلومات الدينية فى عقل الأطفال وبيعمل جو من المرح والبهجة بعيد عن الحفظ والتلقين»، كما يهتم مسئولو المسجد بتنظيم مبادرات وحملات تستهدف تعليم الأطفال أهمية النظافة والزراعة، من خلال تخصيص ساعتين كل أسبوع، يقوم الأطفال فيها بجمع القمامة من الحديقة المقابلة للمسجد ورى الأشجار والنباتات.
وكان عمر محمد، 14 عاماً، ضمن الأطفال الذين يترددون على المسجد فى شهور الإجازة، فتعود منذ صغره أن يذهب مع والده لأداء الصلوات فى الجامع، وعندما بلغ 7 أعوام بدأ حضور دروس القرآن الكريم فى الإجازة واستطاع حفظ 10 أجزاء، مُعتبراً درس قراءة قصص الأنبياء والتعرف على معجزاتهم من أمتع الدروس التى ينتظرها ويتشوق لحضورها، وتحدثت رقية محمد «8 سنوات»، عن حملات النظافة التى يقومون بها أمام المسجد، مُعبرة: «الشيخ بيحدد يوم فى الأسبوع ننظف فيه جنينة الجامع وكل الناس اللى بتشوفنا بتشجعنا وبيوزعوا علينا حلويات».
«سامى»: «بنروح المسجد أنا وإخواتى نحفظ قرآن».. «حنين»: «بحضر مع ماما دروس التفسير»
«بحب آجى المسجد فى الإجازة مع إخواتى عشان نحفظ قرآن وبعد الدرس بنسقى الزرع والشجر قدام الجامع»، حسب ما قاله الطفل محمد سامى «12 عاماً»، إذ علمهم إمام المسجد أهمية الزراعة ورى النباتات على البيئة وصحة الإنسان، لذا يهتم كل طفل منهم برعاية إحدى الأشجار وسقيها، وإزالة القمامة من حولها، وتحب حنين مصطفى، «7 أعوام» حضور دروس التفسير رفقة والدتها، والمشاركة فى حملات التنظيف والتشجير التى ينظمها رواد المسجد، وتهتم كذلك بحضور المسابقات الدينية التى ينظمها المسجد للأطفال، رغبة منها فى الفوز بالحلوى وهدايا قصص الأنبياء.